«جازان» في مواجهة الفك المفترس

بعض الناس في جازان (سَلّة خُبْز المجتمع السعودي) مهدّدون بالضياع، من جبّارٍ حملهم على الانصياع لأوامره، سريعٍ في المضغ سريعٍ في الدمار، فإذا تُرك هكذا ذهبَ إلى أبعد مما يذهب به الدمار، إنه «القات»

الوافد من دول إنتاج مجاورة، مستنزِفاً أموال بعض الناس في جازان، مفقدهم صحتهم، مهلكهم
بنيران عنيفة، وإذا كان هناك عنفٌ يستطيع المرء التحرر منه، فإنّ هناك عنفاً يستعبِده هو: عُنْف
القات.

أكتبُ هذا الكلام وقد انتهيتُ لتوي من قراءة خلاصة لنتائج دراسة ميدانية علمية عن «فاعلية
الإجراءات الأمنية في مكافحة القات: دراسة مسحية على منطقة جازان» حاز بموجبها الباحث
السعودي (عطية بن علي النجمي) على درجة الماجستير في العلوم الشُرَطِيّة من جامعة نايف
العربية للعلوم الأمنية بالرياض.

الجديد والمؤلم -كما قال الباحث-: «إنّ الأرقام مخيفة جدا، وحجم المأساة التي ترزح تحت وطأتها
منطقة جازان تتسع، بسبب تفشي تعاطي القات حجم المأساة التي ترزح تحت وطأتهامنطقة جازان تتسع بين كثير من أهلها» والمُفْجِع أنّ السلطات الأمنية ضبطت هناك في غضون السنوات العشر المنصرمة (1999856259) كيلو غراماً من نبات القات، تزيد على مجموع ما تم ضبطه في باقي مناطق المجتمع السعودي مجتمعة، إبّان تلك المدة البالغ (239048198) كيلو جراما (صحيفة
الرياض، ع13893، 12 جمادى الآخرة 1427هـ) ومع ذلك فليس هذا وقت ذرف الدموع على «منطقة
جازان» أو على غيرها من مناطق المجتمع السعودي، لم تسلم هي الأخرى من أخطار وفواجع
المخدِّرات، فقد «وقع الفأس في الرأس» وأُنْهِكَ بعض الناس في جازان وأُرِّقَت الأجهزة الأمنية، ومن
الواجب حُسْن الالتفات إلى بداية الطريق، ولكي يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتتخلص «منطقة
جازان» من الأخطار الكارثية للقات، فإنّ المطلوب -وَفْقَا لرؤية الباحث (عطية النجمي):


1- المزيد من فرص العمل للشباب العاطلين هناك، للحصول على عائد مادي مناسب، و«العاطل
عن العمل يغويه ألف شيطان».

2- زيادة سعودة الوظائف في القطاعين: الحكومي والخاص لمحاولة القضاء على تفشي البِطَالة
هناك، التي ربما دفعت بعض الأفراد الى تهريب القات وترويجه.

3- التوسع في إنشاء الجمعيات الثقافية، والمكتبات العامة، والمؤسسات الترويحية، والأندية
الرياضية في «منطقة جازان».

4- الاهتمام بزيادة الإمكانات البشرية، والمادية، والفنية في «منطقة جازان» للتصدي لمشكلة
سهولة تهريب القات، بسبب اتساع الشريط الحدودي البري والبحري، بين المملكة من جهة، ودول
إنتاج القات من جهة أخرى، واتساع الرقعة الجغرافية لمنطقة جازان، وقربها من مناطق إنتاج القات،
وتوفير الأجهزة والمعدات لإحكام السيطرة على الحدود والمنطقة، وفي تقديري أنّ هذه المطالِب
ملحة وعاجلة وضرورية وتحتاج - من بين ما تحتاج - إلى: أيد قوية لتحطيم ذلك الجبار (القات) وسد
المنافذ الحدودية التي يُطل منها، فالإنسان يصبح صُلْبا طالما كانت هناك عناية به، وانعدامها يسبب
من الأخطار أكثر مما يسبب انعدام المعرفة، والمطلوب إنقاذ الإنسان في جازان.

منقول عن //
ــــــــــــــــــــــــــ
للكاتب / بدر كريم