مبروك.. المليون بانتظارك!
"مبروك لقد ربحت مليون ريال، فقط اتصل على الرقم 700000000" أو "فرصتك للشراء
من محلات ........ والحصول على هدايا فورية".
أنا على يقين أن أغلب مستخدمي الهواتف النقالة في المملكة قد تلقوا مثل هذه الرسائل على
جوالاتهم رغم أن أحداً لم يستأذنهم قبل نشر أرقامهم وتوزيعها عبر وكالات الدعاية والإعلان!.
في أغلب الجهات التجارية أو الخدمية في الخارج والتي تتطلب منك إعطاء بياناتك الشخصية
كرقم هاتفك الجوال أو عنوانك البريدي أو حتى الالكتروني، تجد ملاحظة تكتب بخط واضح أن
هذه البيانات قيد السرية ولن يتم التعامل معها سوى لمصلحة الخدمة التي تقدمها هذه الجهة فقط .
أما في داخل السعودية فأنت تقوم بدفع مبالغ طائلة لشركات الاتصالات أو غيرها من الجهات
الخدمية التي تأخذ عنوانك البريدي أو رقم هاتفك - وربما رقم بطاقتك الائتمانية مستقبلاً - لتفاجأ
بهذه الجهات لا تكتفي بما تحققه من أرباح من خلال استخدامك لخدمتها، بل تبادر لبيع قوائم
أرقام العملاء ومعلوماتهم الشخصية لوكالات الدعاية والإعلان الأكثر جشعاً واستغلالاً.
ويوماً بعد يوم ينتقل رقمك المسكين من شركة لأخرى وتتضخم أعداد الإعلانات التي تغزو
جهازك كالفيروسات وبلا استئذان، وربما وصلتك رسالة في وقت غير مناسب أو أثناء
سفرك للخارج فاحتسبت عليك قيمة إرسالها لهاتفك كونك خارج البلاد.
لتجد نفسك في نهاية المطاف ضحية افتراس إعلاني منظم وحلقة في سلسلة غير منتهية
من الاستغلال!.
وفي ظل غياب أي جهة رقابية على هذه الوقاحة التجارية فليس أقل من أن نتقاسم نحن
المستهدفين بالإعلان مع وكالات الدعاية وشركات الاتصالات التي لم تبادر حتى الآن
لتقديم أي خطوة لمنع هذا الاستغلال كونها المستفيد الأول من أطنان الرسائل، نتقاسم معهم
أرباح بيع أرقامنا إذ أننا نعد تجارياً شركاء برأس المال الأساسي! أليس كذلك؟!.