أُلقيت هذه القصيدة بين يدي صاحب السمو الملكي الأمير / عبد الرحمن بن عبد العزيز حفظه الله نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام عند زيارته لمنطقة جازان في تاريخ 4/10/1428هـ


لِيهنَك العيد ..

ماذا هو العيدُ؟ إلّمْ يُسعدِ البَشرا=إلّمْ نَذُقْ من أغاني عزفهِ وترا
ماذا..؟ إذا لمْ نُسافر فيه أُغنيةً=من الجمالِ .. ألا ما أجملَ السفرا!
ماذا إذا لمْ ُنحدّثْ بالهوى عَلناً=لا طعمَ للعيدِ إلّمْ يُبدِ ما استترا
ماذا هو العيدُ؟ إلّمْ ننتشِ ونَذُبْ= في روحه لغةً،تروي المدى سَحرا
=====
بيني وبينَكِ يا جازانُ آصِرةٌ =جعلتُكِ السمعَ والإحساسَ والبصرا
في هذه الأرضِ باحتْ بالمُنى شفةٌ=وباتَ فيها زُلالُ المجدِ مُنهمِرا
في هذه الأرضِ فاحتْ أزهرٌ،وشدتْ=بلابلٌ،وبأرجاها الضياءُ سَرى
هُنا .. هُنا من سَنا أبطالِها زُمرٌ=ما تختفي زُمرةٌ إلا نرى زُمرا
هنا..هنا صولة التاريخِ حاضرةٌ=لمْ تندثر،لمْ تغبْ، لا لمْ تَضِعْ هدرا
تأرّج السِحرُ فيها،إنَّ صورتَها=تألّقتْ،سابقتْ في حُسنِها الصُورا
أصوغُ من بحرِها الزخّارِ أشرعةً=ومنْ مرابعها صُغتُ الهوى سيرا
(أمُّ القُرى) مهبطٌ للوحي لا عجبٌ=ومهبطُ الشعرِ في جازان والشُعرا
يا سيدي أنت فيها اليوم مُتزرٌ=ثوبَ الهناء،فأكرمْ بالذي اتزرا!
أنختَ فيها ركابَ الحبِّ فابتهجتْ=مثلَ الثرى عندما يستقبلُ المطرا
وافيتها لم تكنْ فيها بمغتربٍ=فهي (الرياضُ) لدى عينيكَ دون مِرا
نزلتَ بين روابيها الفساحِ ضُحىً=عجبتُ للبدرِ في وقتِ الضُحى ظهرا
ليهنكَ العيدُ في جازان،كمْ نطقتْ=بذا الفيافي ،على حصبائها انتشرا
أهلا هلا يا ابنَ مَنْ لمَّ الشتاتَ،ومَنْ=هفا إلى العزِّ مثلَ السيلِ مُنحدِرا
أجلتْ عزيمتهُ الأوضارَ،وانطلقتْ=خيولُهُ،لمْ تخفْ هَولاً ولا خطرا
وشاد فوق السُهى من نبضهِ وطناً=وفوق كرِّ الليالي جيشُهُ عبرا
عبدُ العزيزِ جلالٌ لا انتهاءَ له=وسيرةٌ لمْ تزلْ فينا حديثَ سُرى
تتابعوا بعده الأفذاذُ في وطنٍ=يبلى الزمانُ،ويبقى شامخاً نضِرا
حتّى وصلنا لعبد اللهِ،كمْ عُقِدتْ=آمالُنا فيه،قلبٌ ذوّبَ الحجرا
يا أيُّها الملِكُ الباني،وفي يدهِ=سيفٌ على الظلمِ والإفسادِ قدْ شُهرا
أتى على الشعبِ والأجفانُ شاخصةٌ=إليهِ ترمُقُهُ،يا سعدَ مَنْ نظرا
جوعُ المسافاتِ أضحى بعدَهُ شَبَعاً=وسَورةُ الفقرِ منها حَدَّ والفُقَرا
واسى اليتيمَ،وآوى المُتعبين دُجىً=فكلُّ مُنكسِرٍ ما عاد مُنكسِرا
أعطى الذي كان في الصحراءِ مُرْتمياً=بيتاً،وقال لهُ:اِهنأ هُنا بِكَرى
وكمْ لصيقَينِ تَمَّ الفَصْلُ بينهما=بفضلهِ،حيثُ صارَ الفَصْلُ مُشتهِرا
يجودُ بالفضلِ مثلَ الريحِ مُرسَلةً=فلتسألوا عنه مَنْ قد حجَّ واعتمرا
لبّى ندا شعبه،ما كان ذا صممٍ=عند النداءِ،ولكن كان مُبتدِرا
هو الهزبرُ وأنّى للهزبرِ إذا=ألمَّ خطبٌ يولّي عنهُ مُعتذِرا
في عهدهِ الزاخرِ الميمونِ اِنتعشتْ=هذي البلادُ،وصارَ الكلُّ مُقتدِرا
يكفي افتخاراً بأنّا تحتَ رايتهِ=فالنهيُ ما قدْ نهى،والأمرُ ما أمَرا
نفسي لنفسِكَ يا خيرَ المُلوكِ فدىً =بذا سأهتِفُ بين الناسِ مُفتخِرا
=====
يا سيّدي لو أحلتُ البحرَ أجمعَهُ=مِدادَ وصفٍ،لكان الوصفُ مختصَرا
ليهنكَ العيدُ أنت اليوم في بلدٍ=تهديكَ مُهجتَها يا بن الكرامِ قِرى
أتى إليها (أبو تُركي) يتوقُ لها=يطوي القِفارَ إليها مثلَ ليثِ شِرى
لو أن جازانَ في الإعرابِ مبتدأٌ=كان الأميرُ (أبو تركي) لها خبرا
مذُ جاءها رحبّت بمجيئه مُدُنٌ=وغردّت بأهازيجِ الغرامِ قُرى
أضحتْ عُصارتَه،أضحتْ نُضارتَهُ=أضحتْ بِشارتَهُ،أضحتْ لهُ قَدرا