قالت العرب قديما " أنج سعد فقد هلك سعيد " مثل أراه يبدو واقعا في مجتمع يموج
بالصخب المادي واللهث المتسارع خلف حياة بدأ الفقر يكشر فيها عن أنيابه ..
عندها تتجلى مأساة مجتمع لا يكاد يلتقط أنفاسه ضجرا بما آلت إليه أحواله المعيشية ...
أمر لا يكاد ينكره عاقل متأمل .. ففي ظل الطفرة الإقتصادية في بلادنا ، وتضخم الفائض
من الميزانية لدينا ، إضافة إلى ارتفاع أسعار البترول إلى مقاييس ربما كانت
في بضع سنوات مضت أشبه بأضغاث أحلام ؟؟!!
وبعد ذلك كله – أخي القارئ – لك أن تراقب المأساة عن كثب وهي تتجلى في واقع ذلك
المواطن الكادح، وهو ينقب عن ( كيس دقيق ) وكأنه يبحث عن إبرة ضائعة ...
أيها السادة : وصلت المهزلة إلى أرقى مستوياتها الحضارية والإنسانية عند بعض التجار
حين يخزنون أو يخبؤون شاحناتهم محملة بأحلاسها وأقتابها لتهرب في جنح الظلام
إلى اليمن عبر منافذ وطرق غير شرعية ..
ليباع الكيس باليمن على أسعار مرتفعة تصل إلى المئة ريال أحيانا ,,
- كما أعرب لي ضالع في تلك الأمور-
ومن ثم تباع بالصومال وأثيوبيا على أسعار تتراوح بين المئة والمئة والخمسين
( ريالا سعوديا ) ...
والسؤال الذي يحار منه العاقل الأريب .. ماذنب المواطن الكادح يبحث عن قوت عياله
ولا يجد شيئا بحجة أنها تجارة " والتجارة شطارة "!!!..
في وقت تتأجج فيه أسعار المواد الغذائية والطبية إلى حد الجنون ...
في ظل غياب متواطيء من الهيئات الرقابية والمسؤولة كالبلديات وغيرها ....
إننا نصرخ بأعلى أصواتنا هل من حلول ناجعة تخرجنا من سم الخياط ..
ومن المسؤول الذي نعلق عليه الآمال ..
وإلى أن يأتي الجواب عمليا .. ردد معي عمليا " أنج سعد فقد هلك سيعد " ...
كتبه : حسين صميلي