[/align]
الألعاب الشعبية القديمة في منطقة جازان
الألعاب الشعبية القديمة في منطقة جازان ( جديد مكتبة أزاهير )
هكذا عنون الأستاذ موسى بن علي نامس لإصداره الأول الذي رعته جمعية الثقافة والفنون بمنطقة جازان .
وقد طبع بمناسبة افتتاح قرية جازان للتراث والثقافة 1424هـ
جاء الكتاب في (42 ) صفحة وطبع طباعة فاخرة .
وبتصميم غلاف جميل يوحي بمحتواه وقد صمم غلافه الفنان ( هاني جدوي )
الكتاب هو توثيق مصور للألعاب الشعبية وقد وصفها المؤلف بـ ( القديمة ) وهذه الصفة تعطي دلالة على أن الكثير منها إذا لم يكن جلها لم تعد تمارس ، وبما أنها بتلك الحال فقد قدم لنا الأستاذ موسى من خلال مطبوعه هذا عملاً توثيقياً هاماً لو أهملت فكرته لأصبح هذا الموروث في طي النسيان .
تكمن أهمية الكتاب في كونه متخصص بالكامل ، أي أن ( الألعاب ) لم تأت كفصل فيه أو كمبحث منفصل بل كامل الكتاب يتحدث عن الألعاب الشعبية في المنطقة ابتداء من مقدمة الكتاب التي تفضل بها الأستاذ " محمد سالم بريك " مدير فرع الجمعية ثم مقدمة المؤلف وانتهاء بالملحق المحتوي على صور توضيحية أخرى .
وقد تابعت منذ فترة - وما زلت - الكتب التي تحدثت عن تراث المنطقة وفي مجملها لم تتعرض لموضوع الألعاب الشعبية بهذا الثراء والتوثيق المصور كما تعرض له هذا الكتاب ، فقد تحدث العقيلي رحمه الله في كتبه المؤلفة عن المنطقة عن الألعاب الشعبية ، واجتهد مجتهدون كثر في الكتابة عنها سواء من خلال مطبوعات عرضت لتاريخ المنطقة بتخصص تام أو من خلال الاستطلاعات والتقارير الصحفية ، ولعلي أذكر هنا مؤلف الأستاذ محمد محسن محمد مشاري الموسوم بـ ( صبيا ) والذي تحدث فيه عن تاريخ صبيا وذكر فيه نبذ متفرقة عن الألعاب الشعبية في المنطقة بشكل عام ، غير أنها لم تأت كما أتى بها الأستاذ موسى نامس في مؤلفه هذا .
ما يميز هذا العمل أيضاً أنه اشتمل على صور توضيحية حديثة أعدت بشكل رائع جداً ، فالصور حديثة وملونة والتقطت من زوايا تبين طريقة كل لعبة وتكاد بعض الصور أن تنطق بقوانين لعبها .
أيضاً اختيار الخلفية لتلك الصور إلا في ثلاث صور رأيت لو أن خلفيتها ماثلت الصور الأخرى لكانت أجمل وهي :
- الصورة الموضحة للعبة ( القفز ) .
- والصورة الموضحة للعبة ( الزقوة ) .
- والصورة الموضحة للعبة ( سجن ومد ) .
أيضاً تم اختيار الملابس بشكل جميل ومعبر ومتناسق إلى حد كبير إلا في ملابس بعض الأشخاص ولا تلاحظ إلا بتمعن كبير . وما أكسب الصور الموضحة نكهة الماضي هو سيطرة اللون البني الخفيف على مجمل الصور وهذا ما يؤكد جدية المؤلف في توثيق هذا الجانب من تراث المنطقة بشكل جدي وعملي متكامل .
اشتمل الكتاب على (45 ) لعبة ولا أجزم طبعاً بأنه حوى كل الألعاب لكنه اجتهد في أن يحوي أهمها وأكثرها انتشاراً .
أيضاً احتوى على ( 29 ) صورة توضيحية عالية الدقة .
ولعل المطلعين على الكتاب من أبناء المنطقة سيدركون شمولية ما جاء فيه إلى حد كبير ، وربما في طبعات قادمة سيشمل ألعاباً أخرى من أماكن أخرى أيضاً ، وأعني هنا القطاع الجبلي من المنطقة ، وما يعرفه الجميع أن جازان ذات تنوع تضاريسي فهناك الجبل ويحتل قطاعاً كبيراً جهة الشرق ، وهو ذو كثافة سكانية كبيرة وله موروثاته وعاداته وتقاليده التي تختلف اختلافاً كبيراً عن موروثات سكان السهل ( تهامة ) وإن تشاركت في بعض الأشياء إلا أنها تختلف في الكثير منها .
هناك أيضاً قطاع الساحل ويتميز بموروثات تشترك إلى حد كبير مع المناطق السهلية والساحلية الأخرى .