في محاضرة نظمها نادي أبها عن المقال في الصحافة السعودية
أبوطالب: بعض الدول تعاني تراجع الحريات بعد إلغاء وزارات الإعلام
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

أبها: نادية الفواز، تغريد العلكمي

قال الكاتب الصحفي الدكتور حمود أبوطالب: إن اللوائح والأنظمة ونظام المطبوعات والنشر مازالت فضفاضة وعائمة وقابلة للارتفاع والانخفاض وقد تكون مرتبة أو غير.
وأضاف أبو طالب في محاضرة ألقاها مساء أول من أمس في نادي أبها الأدبي وأدارها الدكتور سعد مارق الذي افتتح الحوار بكلمة أوضح فيها تأثير كتابات الدكتور حمود في الصحافة السعودية: إن كثيراً من أصحاب الرأي والمحللين يختلفون حول مدى جدوى هذه اللوائح وأنه لا يجب أن نحتكم إلى مثل هذه الأنظمة لأن المسؤولية ذاتية لدى الكاتب ومن لهم علاقة بالصحافة والكتابة, وهناك آخرون لا يجدون بالموضوع حساسية من وجود مثل هذه اللوائح التي تحدد سياسة الصحيفة.
والدليل أن بعض الدول تعاني من إشكالية وتراجع في الحريات بعد إلغاء وزارات الإعلام.
وقال إن مسمى المقال مقنن وليس مفتوحا ولا عبثيا، وليس كل ما يكتب يحسن بنا أن نطلق عليه مقالاً، بل هو من جنس المقال.
وأوضح أبو طالب بأن المقالة الصحفية شأنها شأن أي متغير بالمجتمع، فعندما نعود لبداية الصحافة ولكتاب الرأي والأعمدة نراها تتغير بتغير الأوضاع الراهنة، وهذا طبيعي ولكن الفاصلة المهمة في تاريخ الصحافة هو ما حدث في السنوات العشر الأخيرة، وهو ناتج حتمي للمتغيرات المتسارعة التي حصلت بالمجتمع وفرضت نفسها فيما يجب أن يطرح عبر المقالات في صحفنا، فقد تجاوز الطرح الحالي ما كان يطرح قديما0
فمع الحرية التي نتصورها وهذا الهامش المعطى عبر الصحافة تظل هناك عناصر موجودة ومؤثرة على محتوى المقالات الصحفية الموجودة بصحفنا وتتحكم في طبيعة المقال، ومنها الكاتب، والمعلومة، والأنظمة والقوانين، والمجتمع، وسياسة الصحيفة.
وأكد أبو طالب أن غياب المعلومة أهم الإشكاليات التي يواجهها الكاتب.
فاللوائح والأنظمة ليست هي الإشكالية الكبرى في رأي أبوطالب.
بعد ذلك انتقل أبو طالب لعنصر المجتمع الذي يقول : لا نستطيع إغفال دور المجتمع كمؤثر على المقالة الصحفية، فأحيانا يكون الموضوع محظورا ولكن المجتمع يعتبر قوة ضاغطة تجعلك تقف مليا أمام أي قضية تناقشها بحسب رأي ووعي المجتمع، وأعراف وتقاليد بعضها جيد والبعض الآخر يتم الخلط فيه.
أما عنصر الصحيفة وسياستها فيقول أبو طالب عنه: إن الكاتب تكون لديه قناعة وفكرة وأدوات ولكن الصحيفة هي من تحدد ما إذا كان المقال سينشر أم لا، فنحن لا نختلف على أن هامش الحرية في كثير من الأحيان تحدده الصحيفة، فسقف الحرية في الصحف السعودية مختلف وكأننا بجزر متفرقة مع أننا ببلد واحد، إذن الاختلاف يعود إلى الجهاز التحريري بالصحيفة.
بعد ذلك فتح باب المداخلات التي تركزت حول مقالات أبو طالب حيث نفى في إجابته على أحد الأسئلة مجاملته لوزارة الصحة واستشهد ببعض المقالات,كذلك اعترف بأن بعض المقالات سببت له حزنا في أحيان كثيرة لكنه لم يندم على أي منها.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...=2616&id=30858