لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: لو إطّلعتُ على الغيب...

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ديوانك وطني
    تاريخ التسجيل
    10 2004
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    9,432

    لو إطّلعتُ على الغيب...

    يُروى أن عجوزاً حكيماً كانَ يسكُنُ في إحدى القُرى الريفيةِ البسيطة، وكان أهلُ هذه القرية يثقونَ بهِ وبعلمهِ،

    ويثقونَ في جميعِ إجاباتِهِ على أسئلتهم ومخاوفهم.

    وفي أحدِ الأيام ذهبَ فلاحٌ مِن القرية إلى هذا العجوز الحكيم وقال له بصوتٍ محموم:

    " أيها الحكيم.. ساعدني.. لقد حدثَ لي شيءٌ فظيع.. لقد هلكَ ثوري وليس لدي حيوانٌ يساعدني على حرثِ

    أرضي!!.. أليسَ هذا أسوأ شيءٍ يُمكن أن يحدثَ لي؟؟ ".


    فأجاب الحكيم: " ربما كان ذلك صحيحاً، وربما كان غير ذلك ".

    فأسرعَ الفلاّح عائداً لقريته، وأخبر الجميع أن الحكيمَ قد جنّ، بالطبع.. كان ذلك أسوأ شيءٍ يُمكن أن يَحدُثَ

    للفلاّح، فكيف لم يتسنَّ للحكيم أن يرى ذلك!!.

    إلا أنه في اليومِ ذاته، شاهدَ الناس حصاناً صغيراً وقوياً بالقُربِ مِن مزرعةِ الرجل، ولأن الرجلَ لم يعُدْ عِنده ثورٌ

    لِيُعينهُ في عملِهِ، راقتْ له فكرةُ إصطياد الحصان ليَحلَّ محل الثور.. وهذا ما قام به فعلاً.

    وقد كانت سعادة الفلاحِ بالغةً.. فلم يحرث الأرضَ بمِثلِ هذا اليُسر مِن قبل، وما كان مِن الفلاّح إلا أن عاد للحكيم

    وقدّم إليه أسفهُ قائلاً:

    " لقد كنتَ مُحقاً أيها الحكيم.. إن فقداني للثور لم يكُن أسوأ شيءٍ يُمكن أن يحدثَ لي، لقد

    كان نعمةً لم أستطعْ فهمها، فلو لم يحدث ذلك لما تسنّى لي أبداً أن أصيد حِصاناً جديداً... لابد أنك توافقني على أن

    ذلك هو أفضل شيءٍ يُمكنُ أن يحدث لي!!!.."


    فأجاب الحكيم: " ربما نعم وربما لا ".

    قثال الفلاح لنفسه: " لا.. ثانيةً!!!!!... لابد أن الحكيم قد فقد صوابه هذه المرة ".

    وتارةً أخرى لم يُدرك الفلاّح ما يحدث، فبعد مرورِ بضعة أيامٍ سقط إبن الفلاح مِن فوق صهوة الحصان فكُسرت

    ساقه، ولم يعُدْ بمقدوره المساعدة في أعمال الحصاد.

    ومرةً أخرى ذهب الفلاّح إلى الحكيم وقال له:

    " كيف عرفتَ أن اصطيادي للحصان لم يكنْ أمراً جيداً؟؟.. لقد كنتَ أنتَ على صواب ثانيةً، فلقد كُسرت ساقُ إبني

    ولن يتمكن مِن مُساعدتي في الحصاد... هذه المرة أنا على يقين بأن هذا أسوأ شيءٍ يُمكن أن يحدثَ لي، لابد أنك

    توافقني هذه المرة... ".


    ولكن.. وكما حدثَ مِن قبل، نظرَ الجكيم إلى الفلاّح وأجابه بصوتٍ تعلوه الشفقة:

    " ربما نعم.. وربما لا ".

    إستشاط الفلاّح غضباً مِن جهل الحكيم وعاد مِن فوره إلى القرية، وهو غيرُ مُدركٍ لما يقصده الحكيم من عبارته تلك.

    في اليوم التالي..قدم الجيش واقتاد جميع الشباب والرجال القادرين للمشاركة في الحرب التي اندلعت للتو، وكان

    إبن الفلاح الشاب الوحيد الذي لم يصطحبوه معهم لأن ساقه مكسورة.

    ومِن هنا كُتبت له الحياة في حين أصبح مصير الغالبية من الذين ذهبوا للحرب أن يلقوا حتفهم.

    يقول الله تعالى في كتابه العزيز

    "وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " سورة البقرة آية 216


    من الايميل

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ا.عبدالله
    صديق الضوء
    تاريخ التسجيل
    07 2007
    المشاركات
    6,412

    رد: لو إطّلعتُ على الغيب...

    جزيت خيرا أختي ديو
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خيرات الأمير
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    داخل أعماقها
    المشاركات
    1,581

    رد: لو إطّلعتُ على الغيب...

    اخت ديو بارك الله فيك

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الحلم
    تاريخ التسجيل
    07 2003
    الدولة
    صامطة
    المشاركات
    9,810

    رد: لو إطّلعتُ على الغيب...

    لو اطلعت على الغيب لاستكثرت من الخير..

    ديدو..

    ممتن انا لك بقدر استفادتي من رحيق جمعته هنا...

    ود بلاحد

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضوءالحقيقة
    تاريخ التسجيل
    10 2007
    المشاركات
    746

    رد: لو إطّلعتُ على الغيب...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ديوانك وطني مشاهدة المشاركة
    يُروى أن عجوزاً حكيماً كانَ يسكُنُ في إحدى القُرى الريفيةِ البسيطة، وكان أهلُ هذه القرية يثقونَ بهِ وبعلمهِ،

    ويثقونَ في جميعِ إجاباتِهِ على أسئلتهم ومخاوفهم.

    وفي أحدِ الأيام ذهبَ فلاحٌ مِن القرية إلى هذا العجوز الحكيم وقال له بصوتٍ محموم:

    " أيها الحكيم.. ساعدني.. لقد حدثَ لي شيءٌ فظيع.. لقد هلكَ ثوري وليس لدي حيوانٌ يساعدني على حرثِ

    أرضي!!.. أليسَ هذا أسوأ شيءٍ يُمكن أن يحدثَ لي؟؟ ".


    فأجاب الحكيم: " ربما كان ذلك صحيحاً، وربما كان غير ذلك ".

    فأسرعَ الفلاّح عائداً لقريته، وأخبر الجميع أن الحكيمَ قد جنّ، بالطبع.. كان ذلك أسوأ شيءٍ يُمكن أن يَحدُثَ

    للفلاّح، فكيف لم يتسنَّ للحكيم أن يرى ذلك!!.

    إلا أنه في اليومِ ذاته، شاهدَ الناس حصاناً صغيراً وقوياً بالقُربِ مِن مزرعةِ الرجل، ولأن الرجلَ لم يعُدْ عِنده ثورٌ

    لِيُعينهُ في عملِهِ، راقتْ له فكرةُ إصطياد الحصان ليَحلَّ محل الثور.. وهذا ما قام به فعلاً.

    وقد كانت سعادة الفلاحِ بالغةً.. فلم يحرث الأرضَ بمِثلِ هذا اليُسر مِن قبل، وما كان مِن الفلاّح إلا أن عاد للحكيم

    وقدّم إليه أسفهُ قائلاً:

    " لقد كنتَ مُحقاً أيها الحكيم.. إن فقداني للثور لم يكُن أسوأ شيءٍ يُمكن أن يحدثَ لي، لقد

    كان نعمةً لم أستطعْ فهمها، فلو لم يحدث ذلك لما تسنّى لي أبداً أن أصيد حِصاناً جديداً... لابد أنك توافقني على أن

    ذلك هو أفضل شيءٍ يُمكنُ أن يحدث لي!!!.."


    فأجاب الحكيم: " ربما نعم وربما لا ".

    قثال الفلاح لنفسه: " لا.. ثانيةً!!!!!... لابد أن الحكيم قد فقد صوابه هذه المرة ".

    وتارةً أخرى لم يُدرك الفلاّح ما يحدث، فبعد مرورِ بضعة أيامٍ سقط إبن الفلاح مِن فوق صهوة الحصان فكُسرت

    ساقه، ولم يعُدْ بمقدوره المساعدة في أعمال الحصاد.

    ومرةً أخرى ذهب الفلاّح إلى الحكيم وقال له:

    " كيف عرفتَ أن اصطيادي للحصان لم يكنْ أمراً جيداً؟؟.. لقد كنتَ أنتَ على صواب ثانيةً، فلقد كُسرت ساقُ إبني

    ولن يتمكن مِن مُساعدتي في الحصاد... هذه المرة أنا على يقين بأن هذا أسوأ شيءٍ يُمكن أن يحدثَ لي، لابد أنك

    توافقني هذه المرة... ".


    ولكن.. وكما حدثَ مِن قبل، نظرَ الجكيم إلى الفلاّح وأجابه بصوتٍ تعلوه الشفقة:

    " ربما نعم.. وربما لا ".

    إستشاط الفلاّح غضباً مِن جهل الحكيم وعاد مِن فوره إلى القرية، وهو غيرُ مُدركٍ لما يقصده الحكيم من عبارته تلك.

    في اليوم التالي..قدم الجيش واقتاد جميع الشباب والرجال القادرين للمشاركة في الحرب التي اندلعت للتو، وكان

    إبن الفلاح الشاب الوحيد الذي لم يصطحبوه معهم لأن ساقه مكسورة.

    ومِن هنا كُتبت له الحياة في حين أصبح مصير الغالبية من الذين ذهبوا للحرب أن يلقوا حتفهم.

    يقول الله تعالى في كتابه العزيز

    "وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " سورة البقرة آية 216


    من الايميل
    قصة رائعة والأروع فيها الاستدلال بالآية القرآنية في أخر القصة "وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " سورة البقرة آية 216 والتي عندما قرأتها 0 تذكرت بأن القرآن الكريم يزخر بمثل هذه المواقف التي يظن الإنسان أن أمرا ما لا يصلح له وتثبت الأيام بأن الخير فيما اختاره الله0
    وما قصة المسلمين في بدر بخافية علينا فلم يكونوا على استعداد للحرب وكانوا كارهين لها , وإنما كان هدفهم تجارة قريش ,يقول تعالى ( وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ) سورة الأنفال
    وفعلا كانت غزوة بدر فيها خير كثير للمسلمين 0 فقد كسرت شوكة الكفار , ورفعت الروح المعنوية للمسلمين
    وفي سورة النساء توجيه رباني لو استفاد منه كل زوج لما حصل طلاق إلا في أضيق الحدود , يقول تعالى: ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) فالله يعلم ما للطلاق من أضرار على الزوجين والأولاد , ولذلك جعله أبغض الحلال 0
    ومن هنا يبقى الرضا بما كتبه الله لنا سبب من أسباب السعادة , بل هو السعادة كلها في الدنيا والآخرة 0

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •