كنت مع والدي في مركز الامير سلطان للقلب في الرياض اثناء اجراء عملية جراحية له ..وكنت الاحظ وجود طفلة في الثامنة تقريبا وهبها الله الجمال بشكل ملفت للنظر دائما برفقة عاملة آسيوية ..وحيث ان اقسام التنويم كانت تنقسم الى قسمين متقابلين قسم للكبار والقسم الآخر للأطفال فقد كنت اشاهدها باستمرار ..
وبحكم الفترة الطويلة التي قضيتها هناك (قرابة الثلاثة اسابيع) استغربت انني لم اشاهد مع تلك الطفلة احدا سوى تلك الآسيوية التي كانت رفيقة بها بشكل لابأس به ..
وبطريقة او بأخرى عرفت ان والدها طلق والدتها بعد ولادتها بفترة بسيطة وان والدتها تزوجت قبل ثلاث سنوات وانها تعيش مع جدتها المقعدة وتلك الآسيوية ..وقد كان لديها تشوه خلقي في اثنين من صمامات القلب وقد اجريت لها ثلاث عمليات منذ ولادتها وهذه الرابعة..
وقد اصبحنا اصدقاء سريعا فقد كانت مبتسمة رغم المها، ورقيقة رغم قسوة الزمن، وبها جراح عاطفية اكبر من ان يحتملها قلبها ..فكنت انا هذه القصيدة:
لاكسى لون احتراق النفس عين المستحيل=وانتحر حرف البدايه في عزا الحرف الاخير
وانتهت كل ابتسامات الطفولة في قليل=من ثواني العمر ودموع المواجع ماتحير
مابقى في الحيل حيل ان يرفع الهم الثقيل=وش بقى ياوقت دام ان البراءة تستجير
لاابتسامات المجامل لا ولاالوجه الصقيل=يشفي جروح عطايب لاتقفاها النذير
هيه ياجور المشاعر ياالجحود المستطيل=وش جدا راعي المواجع لاغدا عظمه كسير
لاجزا الله القلوب الضيقه خير الحصيل=لاجزاها الله على ماصيّرت بالعرف خير
وش بقى لاصار حامي الذود قتال القتيل=وش بقى لاصار مسند جنبك اسباب العثير
ارفقي يامقبلات السود باحساس العليل=روعة جفال المقفي هدت القلب الصغير
يا انين الصمت هوّن ذبحة السيف السليل=مابقى غير احتراق اوجاع لحظه في الجفير
طالعتني والعيون تهوج والحزن الجليل=يكتسح وجه الشروق اللي تقفاه العصير
ليه ياقبر الطفوله يابياض في جديل=وش خذيتي من زمانك لين يسلبك الكثير
قالت اسمي موجعة انسان،لا..اسمي الاصيل=ابتدي بغياب شمسي،لا..انا الليل الضرير
اخرجوني للحياة اشكال من جيل وجيل=واخرجوا مني الحياة شجون من جيل خطير
ماعرفت من الحياة الا تباريح وعويل=ولاعرف مني الحنان اكثر من احضان الهجير
اقفت وناديتها والعبرة تدور سبيل=والزفاير خطرة تخرج مع الضلع القصير
وقفت تلهث ومدت صوبي الكف النحيل=قالت يقولون بابا قال سموها (عبير)
========خــــــــــــــ بالماجــــــدـــــــــــاص========