الوفاء من شيم النفوس الأصيلة
والحب الأصيل هو الذي لا تزعزعه صدمات الدهر
وليس أوفى ولا أصدق وفاء من زوجة فارقها زوجها
وهي أحوج ما تكون إليه لرعاية أطفالها وتدبير شؤون حياتها
وهاهي أم رهاف تترجم ذلك الوفاء للحبيب الغالي
الذي ودعهم ليستقبلهم هناك في جنات عدن بإذن الله
فتقول
وانطفأ السراج يا أبا رهاف
دع الأيام تفعل ما تشاء = وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي = فما لحوادث الدنيا بقاء
الموت كأس يدور على الأحياء لابد أن يشربه أبناء آدم وحواء لأن مهمته قطف النفوس
الموت مباغت لا يستأذن، ومهاجم لا يؤمن، لا يترك صاحباً ليتمتع به أصحابه ولا حبيباً يستأنس به أحبابه
فسبحان من جعل الموت آية وجعله نهاية، وصيره لكل حي في هذه الدنيا غاية
قال تعالى (إنك ميت وإنهم ميتون)
****
من لم يمت بالسيف مات بغيرة = تعددت الأسباب والموت واحدُ
في ليلة الأربعاء الموافق للسابع والعشرين من جماد الأولى
عم الحزن والأسى على أسرة الفقيد الغالي فارقنا ذلك الحبيب (أبو رهاف )
وحدثت هزة قلبية لموته رحمة الله
حزنت علية الزوجة والأهل والأصدقاء والزملاء وجمع كبير من الأحباب
ولقد كان هذا الشخص الغالي محبوباً بين زملائه وطلابه وجميع منسوبي مدرسته
شكا ألم الفراق الناس قبلي = وروع بالجوى حي وميت
وأما مثل ما ضمت ضلوعي = فإني ما سمعت ولا رأيت
كان رحمة الله السراج المضيء لمنزلة إذا دخل أضاء منزله
و إذاخرج عشنا على ومضاته حتى يعود كما كان محباً لزوجته وبناته
فكان رحمه الله حريصاً على تعليم بناته منذ الصغر
ولكن شاء الله تعالى أن يفارقهن وهن في سن الطفولة
التي أحوج ما تكون الطفلة قريبة ومحبة لأبيها
أظن الطفل لو يبكي على غاليه ما عابه = وانا لا من بكت عيني بكت من فقد غاليها
أببكي يا عسى دموعي تلهيني عن غيابه = هلا بالدمع ما دامت هموم القلب ينهيها
فكما كانت لوفاته وفراقه لأهل بيته الألم الشديد
كانت وفاته وهو على طريق الخير والرشاد تاجا نفتخر به مدى الحياة
لأن فراقه خلف حزناً وألماً شديداً لن ننساه أبداً بكت عيني غداة البين دمعاً = وأخرى بالبكا بخلت علينا
فعاقبت التي بالدمع ضنت = بان أغمضتها يوم التقينا
والله مهما كتبت من كلمات ومهما أوجزت من عبارات
فلم أستطع أن أوفى في حق هذا الإنسان حتى القليل
أسال الله تعالى أن يرفعه إلى أعلى الجنان وان يرزقه من نعيم الجنة
وان يثبته عند عبور الصراط وان يلاقيه بزوجته وبناته
وأهلة ومن أحبة يوم القيامة في جنات النعيم
إنسانة افتقدتك