صانع الإنجاز
إهداء خاص لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز
وقد ألقيت أمام سموه في الحفل الذي أقيم بمناسبة زيارته التفقدية لمنفذ الطوال في الاثنين 23/11/1428هـ
أبصرتُ في ثغرها آيــــاتِ باريها=بالحسنِ مــــنْ ذَا يُباهي أو يُباريها
تسمو إلى قــــمةِ الأمجادِ تحسَبها=بـَــــدراً أضاءَ بإشراقٍ نواحيها
فُــــروعها في ذرى العلياْ تَخَلَّلَها=منْ رائـــــعِ الزهرِ إكليلٌ يحليها
قد أثمرتْ فدنتْ أواهُ كــمْ نظرتْ=لها القــــلوبُ لِتُحْيِيها وتَشْـفيها
مِنْ طيبِ بَذْرتها مِــنْ طِيبِ تُربتها=مِــنْ طيبِ زارعِهَا مِنْ طيبِ سَاقيها
حـتى استطابت جَناً قَدْ طَابَ آكلهُ=وطـــابَ كلُّ شرابٍ منْ سواقيها
منْ دولــــةٍ لمعتْ بالنورِ بارقةً=اللهُ يحفظها واللهُ يُعـــــــليها
كماخرِ الفـــلكِ قادَ المجدُ دَفتها=وأشرقَ النورُ مـــنْ عالي سواريها
والقلـبُ فاضَ فشدَّ الشوقُ أشرعةً=والحــــبُ زادٌ فبسمِ اللهِ مُجريها
واللهُ يحرسُـــــها واللهُ يحفظها=واللهُ ينصــــــرها واللهُ يحميها
عبدُ العزيزِ الذي قــدْ نالَ ذُرْوَتَهَا=وراح يبني عريناً في معالـــــيها
الصقرُ مــا الصقرُ في تلقاءِ نظرتهِ=والليثُ مــا الليثُ إن هبتْ دواهيها
للخيلِ والليلِ في الــبيداءِ معتركٌ=يُنشي السيوفَ وبـــالهاماتِ يَرويها
صوتُ الرصاصِ عـلى أنغامِ زمجرةٍ=مـــن صيحةِ الفتحِ للغاراتِ تُنْهيها
مَنْ كـــانَ يعزفُ بالنيرانِ أغنيةً=يُنشيْ الزنادَ عـــلى الهيجاءْ قوافيها
قـــدْ كانَ والمجدُ مقرونانِ في سبقٍ=إلى المعالي سباقٌ مَـنْ سَيُـنْـهِـيْـهَا
فأحرزَ الليثُ في المــــيدانِ أولهَا=وأصبحَ المجــــدُ في الترتيبِ ثانيها
العاديــــاتُ ضِبَاحٌ في مَفَاوِزِهَا=والمــــــوْرِيَات قِدَاحٌ في لياليها
ورايةُ الحــــقِّ في الأفاقِ خافقةٌ=خيرٌ وأبقى مــــنَ الدنيا وما فيها
فأشرقت دولـــةُ التوحيدِ في زمنٍ=مــــنَ الجهالة حلَّت في بواديها
فأعقبَ الفتحَ نـــورٌ يَستضيء بهِ=كلُّ البريةِ قـــــاصيها ودانيها
تــــلكَ المكارمُ والأمجادُ مِنْ زمنٍ=فيا لك اللهُ قــــدْ أحييتَ ماضيها
هذي الربوع ازدهتْ وازدانَ حاضُرها=واستبشرَ اليــــومَ بالإنجازِ باديها
خضرٌ مَسَاْفِيْها ضَـــاءَ المسَاءْ فِيها=وغيرُ حُبِّكَ يوماً مـــا مَسَاْ فِيها
واللهِ واللهِ كـمْ زانتْ وكـمْ نَظُرَتْ=وكم تغنتْ وكم ضَاءتْ ليالـــيها
بحبك اليومَ تبدو جِدُّ زاهــــيةٍ =وإننا يا حبيبَ الكـــــلِّ نعنيها
تُهديكَ حبـَّـــاً كما أهديتها أملاً=تُدَاوِلُ الحـــبَّ من فيكمْ إلى فيها
لمــــا وَهبتمْ لهـا الإنجازَ مُشْتَمِلاً =بالعزْمِ والجـــدِّ والإخلاصِ تبنيها
فانســابُ شلالُ انجازاتِ حكمتكم=بلْ غارَ مــنْ حاضرِ الأيامِ ماضيها
ظـــنت نفوس أطال البعد حُرقتها=أن اللقاءَ عـــنِ الأشجانِ ينسيها
وإذْ بلقياكَ توريْ نـــــار لهفتها=فيا لها اليومَ مــــنْ نارٍ وموريها
لك الوفاءُ أمير الحبِّ مــــا بقيت =تجري الدماء فإن وفــــاءنا فيها
نحمي حمــــاها ونُعليها ونَحرُسُها=وبالدماءِ وبالأرواحِ نفــــديها
فأهلُ جـــازانَ قومٌ بالوفاْءْ جبلوا=مهما يكن إننا بالعهــــدِ نوفيها
عزمٌ وحزمٌ وإيثارٌ وتضـــــحيةٌ=والجودُ فينا أصيلاتٌ معانيها
عِلمٌ وحِلمٌ إذا مـــا رُمتَ أو أدب=وفي الوغى ليس مـــنا من يوليها
أرواحنــــــا عندنا والله غالية=لكننا في فدى الأوطان نهـــديها
رِعَاءُ شَاءٍ فإن صـــاحَ النذيرُ بهمْ=للموتِ هبـُّـوا فتغدو دون راعيها
ما اغتر مــن حلمنا يوماً ذوى سفه=فليس إن كـان يدري عن مساويها
محمدُ الحــــــبِّ والآمالُ يانعةٌ=وكَفُّكُـــمْ إذْ رَوَاهَا سَوْفَ يجنيها
أنت ابْنُ ناصرَ منْ قــدْ فاقَهَا كَرَماً=ذاكَ النَّدَى ذُو أيـــاديهَا ومُنْدِيها
أنت ابْنُ ناصرَ من قــد حازها شرفاً=وأمسكَ العزَ طوعاً مــنْ نواصيها
أنت ابْنُ فارســها وابْنُ ابْنِ فارسها=أنت ابْنُ راعيــها وابْنُ ابْنِ راعيها
يا ابْنَ ابْنِ مـن سطر البيداءْ بصارمهِ=ودقَّ بالنصلِ جَمْعَاً مـــن أفاعيها
برايةٍ مـــــنْ سنا التوحيدِ عاليةٍ=ما نُكِّسَتْ أوْ تراختْ في سواريــها
يـا ابْنَ ابْنِ عبد العزيزِ الله يحفظكمْ=كمـــا حفظتم بإخلاصٍ نواحيها
العينُ تُبصرُ والأذنُ التي سمعـــت=واللهُ يشهـــدُ والتاريخُ يحصيها
وأنتَ يا صانعَ الإنجازِ قــدْ وُهبتْ=لكَ القلوبُ عـــطايا لم نعدْ فيها
أنتمْ صنعتمْ مـــنَ التاريخِ ملحمةً=تحكيْ النجاحـاتِ والأجيالَ ترويها
من بــاعَ في ساحةِ الإنجازِ راحَتَـهُ=ليمتطـــي صَهْوَةَ العلياْ ويشريها
مــن كفكمْ عارضٌ لا زالَ يُمطرها=فيضَ المسراتِ حــتى فاضَ واديها
البرُّ والبحرُ في جـــازانَ يعرفكم=بالأُعْطِيَاتِ وإنجازاتِكُمْ فــــيها
نقلت جـــازان من أحلامِ أمنيةٍ=حتَّى وهبتَ لهــــا أغْلى أمانيها


شعر
أحمد بن يحيى بن أحمد العواجي