تضمنت إتاحة مناخ من الحرية للتعبير عن الآراء وحماية الحقوق الشخصية
وثيقة جديدة لتوفير الأمن الفكري والنفسي للطلاب وحمايتهم من العنف والأذى
فهد الحمياني - الطائف
صادق وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله بن صالح العبيد على وثيقة حقوق الطالب ومسؤولياته «للبنين والبنات»، التي اشتملت على أبرز الحقوق الشخصية، الوطنية، الدينية والأخلاقية، الاجتماعية، المدرسية والتربوية. وتضمنت الوثيقة إتاحة مناخ من الحرية المنضبطة للتعبير عن الآراء، حماية الحقوق الشخصية، توفير الفرص التعليمية والخدمات الصحية والاجتماعية اللازمة وتنمية حب الوطن والقيادة والمجتمع والتعريف بالمنجزات الوطنية وتوفير مقومات الأمن بجوانبه المختلفة «النفسي، الاجتماعي، الفكري، الغذائي الصحي»، وتشجيع القطاع الخاص على إنشاء المؤسسات التربوية والاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى مساعدة الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة على الاندماج والتوافق مع مجتمعهم. كما تضمنت الوثيقة التأكيد على حماية الطالب من الإساءة أو الإيذاء البدني بأنواعه من ضرب أو اعتداء أو غيرهما من أنواع العقاب البدني، حمايته من الإساءة أو الإيذاء الجنسي بجميع أنواعه مع توعية الطالب بأضرار التدخين والمخدرات وجميع الممارسات والانحرافات الأخرى الضارة وآثارها السلبية. وشددت على أهمية حمايته من الإساءة أو الإيذاء أو الإهمال النفسي بجميع أنواعه مع معالجة السلوكيات العدوانية لدى بعض الطلاب لتحقيق توافقهم مع بيئتهم المدرسية. وحرصت على أهمية أن تتاح الفرصة للطالب والطالبة لإبداء آرائهم والدفاع عن أنفسهم قبل اتخاذ أي إجراءات نظامية أو إدارية أو تربوية ضده وعدم التشهير به أمام زملائه في الفصل أو في المدرسة.. كما أكدت على عدم مطالبة الطلاب من بنين وبنات بدفع مبالغ مالية أو إحضار وسائل تعليمية ليست من واجباتهم..
وفيما يلي النص الكامل للوثيقة:?
الطالب محور رئيسي?
يشير الفصل الأول من الوثيقة إلى أن الطالب يمثل العنصر الرئيس والمحور الأساس في العملية التربوية وتسخر له جميع معطيات عناصر العمل التربوي من بيئة تربوية ومنهج دراسي ومعلمين وخدمات إرشادية ونشاط.. وغيرها من الأعمال والخدمات التربوية الأخرى، ولكونه محور العملية التربوية والتعليمية يتأثر ويؤثر ويتفاعل مع من حوله من عاملين ومع ما حوله من عمليات تربوية متعددة فإنه من المهم إبراز ما له من حقوق يجب أن تحفظ له ليحقق توافقه النفسي والتربوي مع بيئته التربوية والاجتماعية، مكرّما ومعزّزا ومقدّرا في ضوء التعاليم والقيم التي تحث عليها شريعتنا الإسلامية الغراء من قيم العدل والمساواة والمحبة والعطف والتراحم والتعاون مع الآخرين واحترام حقوقهم ورفع الظلم عنهم، داعية إلى تربية الناشئة على هذه الأخلاقيات والمفاهيم والقيم، وفي ضوء ذلك فإن على جميع التربويين التعامل مع الطالب وفقا لما له من حقوق نفسية واجتماعية وتربوية بما يعزز تحقيق توافقه مع نفسه ومجتمعه التربوي.?التعريف بالمصطلحات?الحقوق: ويقصد بها هنا ما للطالب من حقوق جسمية أو نفسية أو اجتماعية أو تربوية.. إلخ على مجتمعه المدرسي والتربوي عموما.?الطالب: ويقصد به الدارس في إحدى مدارس التعليم العام ذكرا كان أو أنثى. الأهداف: تعريف المجتمع التربوي بحقوق الطالب الجسمية والنفسية والاجتماعية والتربوية، اعتماد حقوق الطالب ضمن مكونات بناء عناصر العمل التربوي الرئيسة، ضمان متابعة حفظ حقوق الطلاب والتعامل معهم بموجبها.?وتؤكد الوثيقة على أن تنشئة الطالب على حب الله سبحانه وتعالى، وحب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وتدبّر كتاب الله وسنة رسوله والعمل بهما، تنمية قيمه الإسلامية وحصانته الإيمانية والتربوية والفكرية، تنمية قيم طالب العلم وأخلاقياته في نفسه، تعزيز انتمائه إلى دينه ووطنه وأمته، التعامل معه وزملائه الطلاب بمساواة وعدل دون تمييز أو تفرقة، قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأُنثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).. [الحجرات: آية 13]، بالإضافة إلى ترغيبه في طرق الخير وتوعيته للبعد عن طرق الشر، وتعويده على الحضور إلى المدرسة بالمظهر اللائق الذي يراعي تمثل القيم الإسلامية.?الوطنية والاجتماعية?تناولت الوثيقة الحقوق وأهمية تنمية حبه وانتمائه لوطنه وقيادته ومجتمعه، تعريفه بمنجزات وطنه ودوره في المحافظة عليها وتنميتها، وتوفير مقومات الأمن له بجوانبه المختلفة «النفسي، الاجتماعي، الفكري، الغذائي الصحي»، حماية حقوقه الشخصية من قبل الجهات ذات العلاقة، توفير الفرص التعليمية والخدمات الصحية والاجتماعية اللازمة له، توفير فرص مشاركته في المؤسسات الاجتماعية والثقافية والشبابية، تشجيع القطاع الخاص على إنشاء المؤسسات التربوية والاجتماعية المختلفة التي تحتضنه وتسهم في رعايته، إتاحة مناخ من الحرية المنضبطة للتعبير عن آرائه، تشجيع جوانب الإبداع والتميز لديه، احترام كرامته الإنسانية والتعامل معه باحترام وتقدير، مساعدته على بناء العلاقات الإيجابية والتعامل البنّاء مع الآخرين، تنمية معرفته وفهمه وتعامله الإيماني الواعي مع ما يحيط به من تنوّع ثقافي وإعلامي، ومساعدة الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة على الاندماج والتوافق مع مجتمعهم.?وأمّنت الوثيقة على ضرورة الاهتمام بالجانب البدني «الجسدي» بحيث يتم الإشباع السليم والمناسب لحاجاته الجسمية ورعاية نموه، حماية الطالب من الإساءة أو الإيذاء البدني بأنواعه من ضرب أو اعتداء أو غيرهما من أنواع العقاب البدني، تجنّب حرمانه من الغذاء أو من الرعاية الصحية أو تعريضه لمواقف لا يتوافر له فيها الأمن والسلامة، حمايته من الإساءة أو الإيذاء الجنسي بجميع أنواعه، تقديم الخدمات اللازمة للحالات التي تحتاج إلى رعاية صحية أو نفسية، تقديم الخدمات التربوية المناسبة لفئات الطلاب من ذوي الإعاقات الجسمية، توفير الأغذية المناسبة وذات العناصر الغذائية المفيدة له، توعيته بأضرار التدخين والمخدرات وجميع الممارسات والانحرافات الأخرى الضارة وآثارها السلبية، إلى جانب الاعتناء بالجانب النفسي، تفهم طبيعة وخصائص مرحلة النمو التي يمر بها والتعامل معه وفقا لمتطلباتها وحاجاتها، مساعدته على تنمية تقديره لذاته وتحقيقها، تعويده على الإفصاح عن آرائه وأفكاره، والاعتماد على نفسه وتأكيد ذاته، حمايته من الإساءة أو الإيذاء أو الإهمال النفسي بجميع أنواعه، تنمية قدراته ومواهبه وجوانب التفكير والإبداع لديه، تجنيبه المقارنات التفضيلية بينه وبين زملائه أو التفرقة بينهم، معالجة السلوكيات العدوانية لدى بعض الطلاب لتحقيق توافقهم مع بيئتهم المدرسية، تجنّب التناقض في معاملته التي تؤدي إلى التأثير السلبي في بناء ثقته بذاته، حمايته من سلوكيات العنف والعدوان والاعتداء التي قد تقع عليه من قبل الآخرين، والمحافظة على سرية المعلومات التي يدلي بها إلى المعلم أو المرشد الطلابي أو مدير المدرسة بناءً على الميثاق الأخلاقي لمهنة التوجيه والإرشاد.?الحقوق المدرسية?شددت الوثيقة على تهيئة البيئة المدرسية المعززة لنجاح العملية التربوية والتعليمية بتوفير الانضباط والنظام المدرسي الذي يحقق المناخ التربوي الملائم، تبصير الطالب بالتعليمات والأنظمة التي يجب عليه الالتزام بها، قيام المعلم بدوره التربوي الرئيس في جانب رعاية سلوك الطالب وتقويمه، تنويع طرائق التدريس بما يتناسب مع إمكانات الطلاب والفروق الفردية فيما بينهم، توفير الخدمة الإرشادية التي تتناسب مع احتياجاته وتساعده في تطوير إمكاناته ومواجهة مشكلاته، تقديم الخدمات التربوية المناسبة لفئات الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، توفير الإمكانات وجميع الفرص المتاحة والمقررة له نظاما، متابعة الطلاب المنقطعين عن الدراسة أو المتسربين وتقديم الخدمات الإرشادية والتربوية التي تسهم في انتظامهم بالمدرسة، التركيز على استخدام أساليب التعزيز والتشجيع والتحفيز التربوي في تنمية سلوكه الإيجابية ودعم تقدمه العلمي وتفوقه الدراسي، وإتاحة الفرصة له لإبداء رأيه والدفاع عن نفسه قبل اتخاذ أي إجراءات نظامية أو إدارية أو تربوية ضده، وعدم التشهير به أمام زملائه في الفصل أو في المدرسة، إلى جانب إشراكه في بعض الأعمال أو القرارات التي تخدم مصلحته، ومراعاة الفروق الفردية في توزيع الطلاب داخل الفصول الدراسية، وفي التعامل التربوي معهم، التركيز على إكسابه مهارات علمية تنمّي لديه التفكير العلمي البنّاء والتعلم الذاتي المستمر، وتعويده على المحافظة على وقته واستثماره فيما يعود عليه بالنفع، تعويد الطالب على المواظبة والانتظام المدرسي، إتاحة الفرصة له لمناقشة ما يهمه والتعبير عن آرائه في حدود الآداب المرعية، مساعدته في التغلب على بعض الصعوبات التي قد تواجهه في المادة الدراسية، عدم مطالبته بدفع مبالغ مالية أو إحضار وسائل أو أعمال تعليمية ليست من واجباته، تجنّب عقابه بتكليفه بتكرار نسخ الواجب، منحه الوقت الكافي من أوقات الراحة في المدرسة «الفسحة»، متابعة تفعيل الإشراف اليومي على الطلاب، مساعدته وتوجيهه لاختيار التخصص الدراسي المناسب لقدراته واستعداداته وميوله. كما دعت إلى توثيق العلاقة بين البيت والمدرسة بما يحقق التكامل التربوي لتحقيق الأهداف التربوية المشتركة في رعايته. وبيّنت الوثيقة أن مسؤوليات الطالب في مدارس التعليم العام تشمل الواجبات التي على الطالب أن يلتزم بها تجاه مجتمعه المدرسي ووطنه وبيئته الاجتماعية وقادته، وتبصير الطالب بما عليه من مسؤوليات وواجبات تجاه مجتمعه المدرسي ووطنه وبيئته الاجتماعية وقادته، تنشئته وتعويده على القيام بمسؤولياته وواجباته تجاه معلميه وزملائه ومجتمعه المدرسي ووطنه وبيئته الاجتماعية وقادته، وتنمية احترام الطالب لحقوق الآخرين.?وذكّرت الوثيقة أن يقوم الطالب بأداء شعيرة الصلاة التي تقام أثناء اليوم الدراسي جماعة في المدرسة، تحلّيه بالأخلاق الحسنة والتعامل بأدب واحترام، التزامه بما يتفق مع الخلق الإسلامي في المظهر والملبس، تجنبه ما يخالف تعاليم الشريعة الإسلامية من انحرافات أخلاقية أو سلوكية أو فكرية، ابتعاده عن الممارسات الضارة مثل: التدخين أو غيره، استئذانه من المعلم عند الدخول والخروج من الفصل، واحترام حقوق الآخرين وممتلكاتهم. وأكدت الوثيقة على حفاظ الطالب على سلامته وصحته الشخصية جسميا ونفسيا وفكريا، حماية نفسه من أي اعتداء ومن التعرض لأي خطر يتهدده، حفاظه على ممتلكاته وشؤونه الخاصة واتخاذ ما يلزم لحمايتها، تجنبه مواقف إثارة الفوضى أو الشجار أو الإخلال بالنظام أو الأمن، وتنميته لعاداته الإيجابية وقيمه الخلقية الفاضلة.?الوطن والمجتمع?وتضمنت الوثيقة اعتزازا للطالب بوطنه وتجسيده لروح الانتماء له، التزامه بالأنظمة والقوانين المرعية في البلاد، محافظته على تراث وطنه ومقوماته، محافظته على جميع مكتسبات الوطن ومنجزاته وأمنه ووحدته وتماسكه، إسهامه بجدية وفاعلية في خدمة وطنه وتنميته في جميع المجالات التي يحتاجها، مشاركته وتفاعله مع المناسبات الوطنية، إبرازه الصورة المشرقة لوطنه، مشاركته بإيجابية عند الأزمات أو الطوارئ المختلفة، تعاونه مع الجهات الأمنية عند اطلاعه بوجود أي خطر قد يهدد الوطن أو المواطنين، بُعده عن مواطن الشبه والريبة، والدعوات المغرضة أو الأفكار المنحرفة، التزامه بأسلوب النقاش الإيجابي والحوار البنّاء مع الآخرين، وتنمية علاقته الحميمة بالوالدين وأفراد الأسرة، بالإضافة إلى حرصه على حسن اختيار الأصدقاء والابتعاد عن رفاق السوء. وتضمّنت الوثيقة قيام الطالب بواجب السمع والطاعة لولاة أمر البلاد «حفظهم الله» في المنشط والمكره والعسر واليسر في غير معصية الله قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ والرَّسُولِ إن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [النساء: 59]، والتزامه بسلامة الفكر والمنهج، تفهمه لأدوار ولاة الأمر وجهودهم في قيادة الدولة وخدمة المواطنين، مناصرته لولاة الأمر ودحض أي افتراءات او إساءات مغرضة تجاههم.?وأكدت الوثيقة على التزام الطالب بالأنظمة والتعليمات التي تنص على الانتظام بالمدرسة، إعداده الجيد للعمل المدرسي اليومي، اعتماده على نفسه في حل الواجبات وفي أداء الاختبارات وما يكلف به من نشاطات، حفاظه على وقت الحصة الدراسية واستثماره في متابعة شرح المعلم ومشاركته بفاعلية، إحضاره الكتب والكراسات وجميع المستلزمات والأدوات المدرسية، محافظته على نظافة الكتب المدرسية واحترامها، تأدية الواجبات أولا بأول وعدم الإهمال فيها، استثماره الوقت في إدارة وتنظيم الأعمال الدراسية المختلفة بانتظام، مشاركته الفاعلة في برامج الاصطفاف الصباحي، رجوعه إلى المرشد الطلابي أو إدارة المدرسة عند وجود موقف يحتاج فيه إلى مساعدة، الجد والاجتهاد في التحصيل الدراسي، استفادته من التوجيهات التربوية والتعليمية من المعلم فيما يطور مستواه، استثماره معطيات بيئته التربوية في تطوير ذاته وتنمية إمكاناته وقدراته، اطلاعه على لوائح المدرسة وأنظمتها التي تخص الطالب والالتزام بها، محافظته على مرافق المدرسة ونظافتها، عدم الاعتداء على أحد من الزملاء أو منسوبي المدرسة أو التلفّظ عليهم بألفاظ نابية، تجنّب إحضاره أي مواد أو أدوات أو أجهزة ممنوعة للمدرسة، ومحافظته على سلامة الوثائق المدرسية من أي تحريف، فضلا عن التزامه بقواعد الأمن والسلامة وعدم الإخلال بها.
المصدر
جريدة المدينة