نعمة الهداية والإيمان وعظيم قدرهما
إن نعمة الهداية والدين والالتزام، والسير على الصراط المستقيم، من أجلِّ نعم الله على العبد؛ لأنها نعمة ترافقك آثارها في هذه الحياة، وعند الموت، وفي القبر، وعلى الصراط، وفي أرض المحشر حتى تدخل الجنة ببركة نعمة الإيمان. إن الكفر والمعصية والنفاق والضلال مصيبة، ونكبة على الإنسان في هذه الدنيا وعند الموت، وفي القبر، وعلى الصراط وفي عرصات القيامة .
ومن النعم: نعمة المال والأولاد والمنصب والجاه قال تعالى :" يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89]..وقال :" وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى [سبأ:37] "
لا يقربك مالك، ولا ولدك، ولا جاهك عند الله خطوة واحدة، إلا بمؤهلات الإيمان والعمل الصالح
"وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ [سبأ:37]".
نعمه الهداية:
قال ابن القيم :- في قوله تعالى : ( اهدنا الصراط المستقيم ) فالهداية : هي البيان والدلالة ثم التوفيق والإلهام و بعد البيان والدلالة ترتب عليه هداية التوفيق وجعل الإيمان في القلب وتحبييه إليه وتزيينه في القلب وجعله مؤثراً راضياً به راغباً فيه.
وللهداية مرتبة أخرى وهي آخر مراتبها:-
وهي الهداية يوم القيامة إلى طريق الجنة وهو الصراط الموصل إليها فمن هدي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم الذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه هدي هناك إلى الصراط المستقيم الموصل إلى جنته ودار ثوابه وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم وعلى قدر سيره على هذه الصراط يكون سيره على ذاك الصراط فمنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالطرف ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الركاب ومنهم من يسعى سعياً ومنهم من يمشي مشياً ومنهم من يحبو حبواً ومنهم المخدوش المسلم ومنهم المطروح في النار.
*فسؤال الهداية متضمن لحصول كل خير والسلام من كل شر
قال ابن كثير رحمه الله تعالى :
الهداية هي الإرشاد والتوفيق وقد تتعدى الهداية بنفسها لما في قوله تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم )فتضمن معنى ألهمنا أو وفقنا أوارزقنا أوأعطنا ( وهديناه النجدين ) أي بينا له الخير والشر .
( الحمد لله الذي هدانا لهذا) أي وفقنا وجعلنا له أهلاً .
ثمرات الهداية:-
1/ قال ابن القيم رحمه الله : الهداية تجر الهداية والضلال يجر الضلال فأعمال البر تثمر الهدى وكلما ازددت منها ازداد الهدى وأعمال الفجور بالضد وذلك إن الله سبحانه يحب أعمال البر فيجازي عليها بالهدى والفلاح ويبغض أعمال الفجور ويجازي عليها بالضلال والشقاء.
2/ إن العبد إذا آمن بالكتاب واهتدى بمحمد وقبل أوامره وصدق بأخباره كان ذلك سببا ًلهداية أخرى تحصل له على التفصيل فإن الهداية لانهاية لها ولو بلغ العبد فيها ما بلغ ( ويزيد الله الذين اهتدوا هدى) مريم 76
((من فوائد الهداية)):-
1/ ينير قلب المؤمن بنور العلم والأيمان .
2/ من أكبر نعم الله على العبد أن يهديه الله إلى سبيل الرشاد.
3/ أساس الهدى التوحيد فمن أخلص العبادة لله وحده كان من المهتدين .
4/ أنها طريق موصل لرضوان الله تعالى .
5/ تزيد في الطاعات وتبعد عن المعاصي بفضل الله تعالى.
المرجع ( مدارج السالكين - لابن القيم )
أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يمن علينا
وعلى جميع المسلمين بالهداية والثبات والإيمان واليقين