بسم الله الرحمن الرحيم
قـــال الله تـعالـى : (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) ...(صدق الله العظيم)
موضوع يؤلمني جدا عندما أسمع عن دار المسنين والعجزة
في الغرب هو أمر طبيعي عن البعض ومكروه عند البعض الاخر وان كان حلا سريعا للابناء
بدخول ابائهم دار المسنين عند الكبر .. وما يثير التعجب ان الوالدين يخصصوا بعضا من المال
لزمانهم ذالك حتي لا يتكلف الابناء بهم .. ناهيك عن ان كانوا في بيوتهم وبصحتهم ولا يتكرم الابناء
بزيارتهم الا مر في السنة وهي الكريسماس او السنة الجديدة ..
يا لها من بسمة ترتسم علي شفاهم عندما نزورهم في الدار .. فرح لا يقدر
ان هنالك شخصا جاء يسأل عنهم ..حتي وان كان لا يعرفهم ..
في الغرب أتقبله بعض الشي لاختلاف الدين والعادات والاخلاق
أما ان أسمع عن أبناء شرقيون مسلمين ادخلوا أبائهم الي دار المسنين عند كبرهم
ارضاءا لزوجاتهم او لشيل الحمل عنهم .. تتساقط دموعي .. وأتسائل اليس ذالك عقوق والدين
هل نسينا هم نحن عندما نكبر ..
ربما أقبل الامر بعض الشيء ان كان الانسان كبيرا وليس لديه اولاد ولا اي شخص يهتم به
او لمرضه الشديد وبتوصيه من الدكتور تم ادخاله للعناية الصحية .
تذكرت قصة قرأتها أين ذالك من هرم الأباء :
كان هناك خمسة من العاملين الكادحين الذين ضاق بهم الرزق في قريتهم الصغيرة فتوجهوا إلى
بلدة صغيرة مجاورة يعملون ويكدحون وكانوا يأتون الى اهليهم في عطله الأسبوع ليقضوا معهم
يوما سعيدا الا خامسهم .
فإنه ما ان تبدأ الشمس بالمغيب ويحل المساء ويصلي المغرب حتى ينطلق مسرعا الى قريتهم و
يبيت هناك مع اهله ثم يعود في صباح اليوم التالي الى القرية التي يعمل بها ، فسخر منه اصحابه
وقالوا له : ما بالك تحمل نفسك ما لاتطيق وتقطع هذا الطريق الطويل لتنام عند أهلك وليس لك
زوجة واولاد
فقال لهم : انني اذهب كل ليلة لابيت في الجنة ، فضحكوا منه وقالوا اننا نراك رجلا عاقلا قبل
اليوم فيبدو ان غربتك قد أثرت عليك فاذهب الى طبيب حتى يراك لعلك تشفى بإذن الله .
فرد عليهم : لماذا لا تجعلون بيني وبينكم حكما يصدقني والا يكذبني .
فذهب الجميع إلى امام مسجد وحكوا له قصتهم مع الرجل الخامس فقال الامام : ما حكايتك يارجل
فقال الرجل : انا شاب وحيد لوالدين وانا العائل الوحيد لهما لذلك فانني اذا انتهيت من العمل
وغابت الشمس وصليت المكتوبة انطلقت متوكلا على الله الى قريتي فإذا وصلت وجدت والديّ
قد تعشيا وناما والليل قد انتصف فآخذ عباءتي وانام تحت اقدامهما فاذا اصبحت ايقظتهما للصلاة
وجهزت فطورهما ووضوؤهما وقضيت حاجتهما ، ثم رجعت شاكرا لله الى القرية المجاورة للعمل
حيث استشعر نفسيا وروحيا انني قد بتُ ليلتي في الجنة .
فقال الامام : لقد صدق والله صاحبكم فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم
(( الجنة تحت اقدم الامهات))
دار المسنين ظاهرة مثيرة للجدل بصورة واضحة وتثير استنكار شريحة واسعة من مجتمعنا، حيث
يرفضها الكثيرون معتبرينها شكلاً من أشكال العقوق للوالدين،
وجهة النظر هذه ترتبط بقيم دينية واجتماعية متوارثة في مجتمعنا، حيث انها تعتبر رعاية الوالدين حين يكبران
شكل من أشكال رد الجميل لهما.
مقابل الرؤية السابقة، تعتقد شريحة في مجتمعنا أن مبدأ دار العجزة يؤمن حلاً عملياً لمشكلة هرم أحد الوالدين
وتحوله إلى عبء على أحد الأولاد أو بعضهم،
وذلك بعيداً عن المثاليات وكلام المبادئ التي يتحدث بها الآخرون،
هل تعتقد أن فكرة دار العجزة عقوق للوالدين؟
أم أنها حل عملي يبتعد عن كلام النظريات والمبادئ؟؟
هل سيأتي علينا زمان نوضع به هنالك ؟
ارجوا مناقشه الموضوع بجدية
مون لايت