لا يمكن أن تحط الرحال في هذه الدنيا وتقول أنتهى الهم
أو تركن لسرور تيسر لك أنه لن ينتهى ..
ولا ملاذا صادقا طالما احتواك وبادلك المحبة والحرص
أن يقفل أبوابه دونك .. من خطا أو سوء فهم
أو لأن مصير كل سعادة إلى زوال
وكل راحة إلى تلاشى
ربما لا شيء يكمل في هذه الدنيا
والمنغصات من كل حدب وصوب
لا بأس هذه الدنيا كما عهدتها
ماتمت لأحد
ولا تركته من غير نكد .. . .
فمن لم يحمل مصابا وأين الذي لم يضم فؤاده جراحا
والآما .. صغيرة كانت أو عظيمة ..
ومن .. ؟؟ من .. ؟؟ من .. ؟؟ من .. ؟؟
من لم يألم من فقد أو فراق ؟ ؟؟ ؟؟
هل هو مصابا يزول بالتصبر والنسيان
والإنشغال والإحتساب ..
أم أن الأحوال تتبدل والآم تزول والأحزان تدول
ويعود المفقود .. .
ويزول ما كان من أمر أبعد و أحزن .. .
هل يوصف المكلوم بالغرور إذا صمت
وما كان صمته إلا لشدة ألمه
ليس لتجاهله .. ولا لزهده بمن شاركه همه
وكان من خيرة الأعوان الناصحين ..
هل على القلب المتألم أن يشرح ويوضح قبل أن
تلتئم جراحه وتتعافى أركانه ..
أم أنه ليس من حق المهموم أن يؤجل الحديث
وينعم بما كان من إخوة ..
لما عليه أن يحمل الهم والغربة معا ..
ربما صمت .. حبا وتقديرا لم يصمت غضبا .. .
سامحه الله ذلك القلب الذي لا يكف عن صحبة أحزانه .. .
م.ن