صعوبات وعقبات تعترض طريق خروجها للتألق
رياضة جازان تسابق الفشل على مضمار ما بـ«اليد حيلة »
سمير هادي (جازان)
لم تبارح رياضة جازان مكانها منذ سنوات طويلة , وتوالت الاخفاقات عبر هذه السنوات دون ان تنجح الالعاب في المنطقة بتحقيق انجازات كبيرة تذكر باستثناء فريق حطين الذي حقق بطولة الناشئين فيما بقية الالعاب تراوح مستواها بين المتوسط والضعيف وظلت بعيدة عن مقارعة الكبار او الاقتراب منهم.من المسؤول عن تراجع مستوى الرياضة في جازان؟ وما هي الصعوبات والعقبات التي تواجهها وهل بالامكان ازالة هذه الحواجز حتى تعود المنافسة وما رأي المسؤولين والمعنيين .. الرياضة في جازان واخفاقاتها وضعناها تحت مجهر "عكاظ" وخرجنا بالتحقيق التالي:
التهامي, حطين, اليرموك, الامجاد, بيش والصواري ستة اندية تمثل منطقة جازان رياضيا وتشترك في هم واحد يمثل الهاجس الاكبر لهذه الاندية وهو عدم وجود المقرات وما يتبعها من ملاعب متكاملة وصالات مجهزة.واذا كان منسوبو نادي الامجاد(صبيا) قد استبشروا خيرا بعد اعتماد انشاء مقر لناديهم فإن بقية الاندية تنتظر على احر من الجمر هذه الخطوة خلال السنوات القادمة ويتحدث المسؤولون في اندية المنطقة عن هذا الموضوع بكثير من التفاؤل مؤكدين ان ثقتهم كبيرة في أمير الشباب وسمو نائبه في تلمس احتياجات اندية المنطقة ومعاناتها الدائمة في ظل غياب المقرات.
أين بقية الالعاب
خلال السنوات الماضية برزت العديد من اللعبات بشكل كبير وقدمت نجوما شقوا طريقهم الى منتخبات المملكة منها فريق كرة الطائرة بنادي اليرموك الذي سيشارك في الدوري الممتاز وهو قدم مستويات رائعة وكذلك فريق الكاراتية بنادي التهامي حيث حقق لاعبوه بطولات على مستوى المملكة والخليج ونافسوا على المراكز المتقدمة في البطولات العربية.
اذا ما السر في تراجع هذه الالعاب؟ هل هو مؤشر طبيعي ويعكس حالة التردي والضعف التي تعيشها الرياضة في جازان يقول نجم نادي اليرموك ومنتخب المملكة السابق في كرة الطائرة هشام الفقيه: نعم تفوقت بعض الالعاب في اندية جازان في فترة سابقة وسجلت حضورا مدهشا على مستوى المملكة ولفتت الانظار بقوة ولكنها اختفت بسرعة لانها لم تجد الاهتمام الكافي من قبل ادارات الاندية لان اهتمامها ينصب على كرة القدم الكامل وعلى حساب بقية الالعاب رغم ان جميع اندية منطقة جازان لم تنجح طوال تاريخها ولو لمرة واحدة في الصعود الى الدوري الممتاز في كرة القدم في حين حققت بعض الالعاب هذا الانجاز ومنها طائرة اليرموك التي نافست اندية الاتحاد والهلال والاهلي ومع ذلك كان نصيبها الاهمال والتهميش فعادت من حيث اتت.
5000 قرية بلا مواهب
منطقة جازان مترامية الاطراف وتضم في جنباتها اكثر من 5000 مركز وقرية وهذا العدد الكبير من المحافظات والقرى يزيد من فرص اكتشاف المواهب وتقديمها للساحة الرياضية ولكن واقع اندية المنطقة يقول عكس ذلك واندية جازان تشكوا من قلة المواهب ومازالت هذه الاندية حتى الان عاجزة عن تقديم مواهب بارزة يشار لها بالبنان وتشق طريقها وتفرض نفسها على خارطة الرياضة السعودية. المئات بل الالاف من المواهب الواعدة في منطقة جازان وقراها تمارس هوايتها الرياضية بصمت بعيدا عن اندية المنطقة التي تحتاج الى عيون خبيرة تعيد اكتشاف هذه المواهب وتقدمها لاندية المنطقة على طبق من ذهب ولن يكلفها هذا الامر الكثير.
غياب المقرات
حامد بن سعيد السريعي مدير مكتب رعاية الشباب في المنطقة يرى ان من اسباب ضعف الرياضة في جازان هو عدم وجود المقرات النموذجية التي يمكن ان يمارس عليها شباب الاندية مختلف الالعاب. وعزوف الشباب عن الاندية واللعب في ملاعب الحواري والتركيز على لعبة كرة القدم. وانتقال اللاعبين البارزين الى الاندية الكبيرة وذلك لوجود الدعم لديها. و قلة امكانيات الاندية وعدم قدرتها على احضار المدربين العالميين او ذوي الخبرة الكبيرة. وقلة الدعم من رجال الاعمال للاندية وعدم مساندتهم. وعدم وجود مشاريع استثمارية في الاندية لتكون الداعم المستمر لها.
الدعم مفقود
رئيس نادي التهامي محمد مظفر قال ان عدم وجود مقرات للاندية اضافة الى غياب الدعم هما السبب الرئيسي في تراجع مستوى الرياضة في جازان وتأخرها وقال اقول هذا الكلام من خلال معايشتي لواقع الاندية في منطقة جازان ومن خلال بالطبع رئاستي لنادي التهامي لمدة تقارب العام والنصف.
اضاف: حقيقة اندية جازان تواجه مشكلة كبيرة في ظل غياب العامل الاول (عدم وجود مقرات) وما يتبعها من ملاعب جاهزة وصالات متكاملة لان هذا يعني باختصار عدم وجود البنية التحتية او القاعدة التي يرتكز عليها أي ناد وطبيعي ان تكون طموحات اندية المنطقة محدودة او بالاصح حسب الامكانيات المتاحة لها ولا تحلم باكثر من ذلك واذا كانت الرياضة في جازان قد توارت لسنوات طويلة وفشلت في اثبات وجودها بين الكبار فإن الامل قائم وكبير في تصحيح الاوضاع والعودة بها الى طريق البطولات شريطة ان تتضافر جميع الجهود واعني بذلك اعضاء الشرف, رجال الاعمال, اصحاب الخبرات الرياضية وجود هؤلاء مهم وتعاونهم الكامل مع ادارات الاندية سوف يترتب عليه نتائج ايجابية سوف تنعكس على الاندية وتعطيها شحنات معنوية كبيرة تساهم في دفع عجلة الرياضة وتطورها وهو الهدف الذي نسعى اليه.
امكانيات ضعيفة
رئيس نادي اليرموك حسين الاقصم رآى ان الرياضة في منطقة جازان من خلال انديتها بالطبع حاصرتها المشاكل والظروف الصعبة وخلال السنوات الماضية لم ننجح كمسؤولين عن هذه الاندية للاسف من التغلب على هذه المصاعب والمشاكل ان لم تكن ازدادت سوءا والمصاعب التي تعاني منها اندية المنطقة الان هي نفسها قبل عشر او عشرين سنة وهي معروفة للجميع هذه الظروف والمشاكل شكلت عثرة في طريق تقدم الرياضة في جازان ومازالت اندية المنطقة امكانياتها ضعيفة وقدراتها محدودة ولكن الجماهير الرياضية في المنطقة معذورة وهي تريد ان تشاهد انديتها في الممتاز في اكثر من لعبة وليس في كرة القدم فحسب فقد تأخرت الرياضة في جازان كثيرا وسبقتنا الكثير من الاندية ولكن هذا هو الواقع ولابد ان نقتنع به واذا كان من كلمة اخيرة فسوف تكون التفاؤل خاصة انه لا يوجد في قاموس الرياضة شيء اسمه يأس او مستحيل وهناك انتفاضة رياضية واعدة في اندية المنطقة نتمنى ان تستمر وتتواصل وتعوض اخفاقات الماضي.
غياب المفاهيم
عضو شرف نادي التهامي واحد مؤسسي الحركة الرياضية في جازان عبدالرحمن الجفري قال: الرياضة في منطقة جازان فقدت شعبيتها وابتعدت كثيرا عن الساحة الرياضية ولم تعد تجد ذلك الاهتمام الجماهيري الكبير ولا ارى حقيقة عن الاسباب التي ساهمت في تدني مستوى الرياضة وتراجعها بحكم ابتعادي منذ فترة طويلة عن الوسط الرياضي ولكن من وجهة نظري فان قلة الامكانيات ليست السبب الحقيقي في تراجع مستوى الرياضة لان اللاعب المخلص لنادية لا يفكر في المادة ولا يوليها أي اهتمام وان كان الوضع اختلف الان ولكن يبقى الاساس وهو حب اللاعب لشعار ناديه وتفانيه من اجله انا عايشت نشأة الحركة الرياضية في جازان وبدايات نادي التهامي بعد تأسيسه في ذلك الوقت كانت الامكانيات المادية معدومة حتى ان اللاعب لا يجد ثمن الحذاء ومع ذلك يقدم كل ما لديه ويتفانى ويقاتل من اجل شعار ناديه وللاسف هذه المفاهيم والثوابت لم تعد موجودة لدى الجيل الحالي ولابد ان يعمل المسؤولون في اندية المنطقة على هذا الجانب وهو زرع الحب والولاء والتفاني من اجل النادي في ذهن اللاعب وهذا الجانب مهم جدا وقد يكون عوضا عن الكثير من النواقص التي تفتقدها اندية المنطقة.
الجماهير تقاطع الرياضة
خسرت الاندية الرياضية في منطقة جازان شريحة كبيرة من الجماهير التي آثرت الابتعاد عن الوسط الرياضي بأكمله ولدى هذه الجماهير العديد من الاسباب المقنعة لاتخاذ مثل هذا القرار وترى بعض الجماهير ان حالة الاحباط التي تعيشها الاندية سوف تستمر ما لم تحدث انتفاضة حقيقية وتعاون واهتمام من جميع الاطراف رجال الاعمال واعضاء الشرف واصحاب الخبرات الرياضية السابقة بعد ان كشف الماضي والحاضر ان ادارات الاندية ورؤساؤها لا تستطيع لوحدها فعل الكثير وتحقيق بعض الطموحات وسط هذه الظروف الصعبة والمشاكل التي تعاني منها الاندية.
يقول مشجع فريق التهامي ابراهيم عبده زيلعي منذ عشرين عاما وانا اتابع فريق التهامي واحضر جميع مبارياته حتى التمارين احرص على متابعتها والحقيقة انا اعذر بعض الجماهير التي ابتعدت عن الوسط الرياضي ليس هناك ما يشجع ويجعلك حريصا على المتابعة نتائج هزيلة, طموح مفقود, صعوبات ومشاكل مالية للاسف هذا هو وضع الاندية في المنطقة وبالتالي لا ننتظر ان تحقق نتائج وانتصارات كبيرة وبصراحة انا حلمي ان يبقى فريق التهامي في دوري الدرجة الثانية وان لا يعود لدوري المنطقة.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2008...95.htm?kw=حطين