الطفل الضحية: أوشكت على الموت من التعذيب ومصير شقيقي مجهول

يحيى أبو طالب (جدة)تصوير: غازي عسيري
لم تكن قصة تعذيب “م” ابن الثامنة بعيدة عن قصة “غصون” التي عذبت حتى الموت إلا أن رعاية الله شملته برحمته وارجعته لأمه بعد أن نال من العذاب ما نال، على الرغم من صغر سنه وضآلة جسمه. قصة الشقيقين الأكبر “8” سنوات والأصغر “5” سنوات وكما يرويها خالهما بدأت منذ دخول والدهما السجن بسبب قضية جنائية أدت إلى فصله من عمله قبل ان يطلق زوجته التي فضلت الطلاق بسبب العديد من المشاكل الزوجية التي حدثت بينهما.ويستطرد الخال قائلاً:
في شهر رمضان الماضي شمل العفو الملكي الكريم والد الطفلين وخرج من السجن وتوجه مباشرة لمنزل الأسرة واخذ طفليه على الرغم من ان الأصغر يعاني من مرض فقر الدم «أنيميا حادة» وتوجه بهما إلى حيث يقيم عمهما «شقيقه» وسلمهما إياه حيث نالا هناك أصنافاً من العذاب على يدي العم وزوجته تارة كي بالنار ومرة حرق بها إلى ان خلص الله الطفل الأكبر الذي أرسل لأمه من شرهما ومازال مصير الطفل الأصغر مع والده مجهولاً؟
جحيم العذاب
وسرد خال الطفلين قصة نجاة الطفل الأكبر من العذاب حيث أشار إلى انه قد امتنع عن الطعام بعد أن نال كيلاً من العذاب في محاولة منه لكي يفلت بجلده من جحيم عمه وزوجته، وبالفعل كان الفرج قريباً حيث قرر عمه ان ينقله لوالدته في محافظة جدة، فكان ذاك.. أما مصير الولد الصغير وكما يقول خاله فمازال مجهولاً حيث يتردد إلى مسامعهم ان والده يطوف به من مكان إلى آخر آملاً من الله سبحانه وتعالى ان يشمله برحمته ويفك اسره.
ولفت إلى أن شقيقته قد تقدمت بشكوى لحقوق الإنسان لشرطة منطقة مكة المكرمة بصدد تعرض ابنيها للعذاب من قبل عمهما وزوجته.
التئام الأسرة
إلى ذلك قالت والدة الطفلين ان بداية المشكلة مع عمهما ترجع لأمر يتعلق بحقوقنا من الضمان الاجتماعي حيث لنا معاملة بهذا الشأن لدى الشرطة سائلة الله سبحانه وتعالى ان يحفظ فلذة كبدها وان يعيده إلى كنفها سليماً معافى حتى تلتئم أسرتها الصغيرة المكونة منها وصغيريها.
حرق وكي
الطفل الكبير “م” الذي بدا مرتبكا قال ببراءة الطفولة: ان اباه تركه عند عمه وزوجته، مشيراً إلى ان عمته –زوجة عمه- قد أكدت لعمه أنني طفل عاق وعاص فما كان منه إلا أن بدأ يذيقه سوء العذاب حرقاً وكياً، يقول: ذات مرة سجنني في دورة المياه بعد ان كبلني بالسلاسل من الصباح حتى صلاة المغرب دون شفقة أو عطف، واثناء ذلك تذكرت “ماما” وأخوالي الذين يشملوني بعطفهم، وأضاف: علاوة على ذلك ابناء عمي يعمدون إلى تمزيق كتبي لأنني اتفوق عليهم، فقد كنت في السابق متفوقاً وسبق ان حصلت على شهادة تقديرية من المدرسة التي كنت أدرس فيها حينما كنت بجوار أمي، وحينما نقلت إلى عمي أصبحت لا أتقن كافة المهارات الدراسية بسبب العذاب الذي اتعرض إليه، فحينها تركت المدرسة وفضلت الجلوس في البيت.. ومن المآسي التي عشتها في منزل عمي أنه كان يعطي ابناءه “5” ريالات للمدرسة كمصروف في حين يعطونني “ساندوتش جبنة” فقط وحينما أعود إلى المنزل لأكمل أكلي في وجبة الغداء كانوا يسحبون الطعام من تحت يدي.. ومن المآسي أيضاً ان شقيقي سبق وأن استفرغ دماً مرتين فلم يسعفوه إلى المستشفى.
تحت النظر
وبعرض مشكلة الأم وطفليها على شرطة منطقة مكة المكرمة قال مصدر مسؤول: شكوى المواطنة تحت النظر والبحث عن المطلوبين فيها من قبل مرجعهما..
البحث والدراسة
وفي ذات السياق قال مصدر في حقوق الإنسان ان قضية الطفلين ووالدتهما في طور البحث والدراسة وسيتم البت فيها قريباً.
جريمة ضد الطفولة
إلى ذلك أوضح مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور علي الحناكي ان ايقاع الضرر بالأطفال جريمة في حق الطفولة داعياً ولي أمر الطفلين تقديم توضيح للشؤون الاجتماعية عن الحالة، وسنقوم على الفور باتخاذ الاجراءات اللازمة حفاظاً على سلامة الطفلين وعدم تعرضهما للأذى.
منقول من جريد ةعكاظ