سعوديات يدخلن عالم التصوير من أوسع أبوابه
..
جانب من المعرض
الدمام: يوسف الحربي
اختتم مؤخرا المعرض النسائي الأول"عيون نسائية" المقام في قاعة برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب والذي تنظمه اللجنة النسائية بجمعية الثقافة والفنون في الدمام بالتعاون مع برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب ولجنة نساء فوتو بمركز التنمية الاجتماعية بالقطيف بتوزيع جوائزه التي قدرت بعشرين ألف ريال لثلاث فائزات إلا أن اللجنة منحت لخمس فائزات الجائزة متساوية وذلك للتميز الملحوظ والرائع من المصورات الفوتوغرافيات وكان المركز الأول للفنانة سامية الوصيبعي من الأحساء، والثانية وفاء يريمي من جدة والثالثة إيمان الزاير من القطيف، والرابعة تيسيرة البرام من سلطنة عمان، أما المركز الخامس فكان من نصيب نورة السويدان من الدمام, كما منحت مجلة القافلة التابعة لشركة أرامكو السعودية جوائز تقديرية للمصورات: ريم البيات من القطيف، أروى العتيبي من الدمام، هيلدا إسماعيل من الظهران , فاطمة آل صويمل من القطيف ونسرين الدار من القطيف, ويعد المعرض الأول على مستوى الخليج تنظيما وإدارة نسائية نقل لنا 280 عملا فوتوجرافيا لـ 85 مصورة من العديد من مناطق المملكة ومن بعض دول الخليج العربي, عكس لنا هذا المعرض صوراً تذكارية لمناطق أثرية وأحياء شعبية ووجوهاً لم نرها من قبل وكأننا نجوب العالم ونحن قابعون في أماكننا.. تكوينات رائعة وفكر متجدد, فللسفر والترحال من مدينة إلى ثانية فوائد عظيمة لا يستهان بها فقد تصادفك لقطة أو مشهد لن تتكرر في الحياة إلا مرة واحدة في العمر والمحظوظ من يسجله. وكما قالوا إن للسفر سبع فوائد لعل نقل مشهد نادر يكون منها.. هذا ما نقل لنا تماماً واستمتعنا به في معرض "عيون نسائية" والذي افتتحته حرم أمير المنطقة الشرقية الأميرة جواهر بنت نايف بن عبدالعزيز آل سعود.
نساء أبدعن مواضيع أكثر من رائعة كأنك في قلب الحدث وتريد أن تجوب بداخله كما نقلته لنا عدسة ريا بنجر التي نقلتنا إلى سماء مكللة بالغيوم وعلى إحدى الشواطئ يقف صبي يريد أن يحتمي بمظلته من العواصف التي تمهد لنزول المطر ولكن تكاد العواصف أن تحركه من مكانه، كما حركت مظلته.. وفي السماء أيضا ترصد عدسة وفاء بريمي بإبداع وحرفية عالية في التكوين والتعريض طائرة تحلق وسط كثافة هائلة من تكوين رأسي يشبه الدخان أو يتبادر للبعض أنه نافورة ماء عمودية ونجحت وفاء ووفقت في التكوين وتثليث المنظر بوجه عام.
أما العمل المميز للفنانة وداد الصبان نقلنا من إطار الصورة إلى إطار الدراما وكأننا تماما نشاهد عرضا مسرحيا بطله الظل والنور بعمق وزاوية أشبه ما تكون بعالم ما وراء الطبيعة ومن قلب العاصمة الفرنسية باريس تنقل لنا أبرار آل داوود برج إيفل ولكن بزاوية حادة وبعلاقة غير مباشرة بأشجار فصل الخريف وبرغم أن اللقطة كررت كثيرا من المصورين ولكن أشجار أبرار بررت التكرار واتخذت القرار بأن تعرض لنا عملاً لم نره من قبل.
أما هليدا إسماعيل بطبيعة عملها تأثرت كثيرا بحالات الفقر والمعاناة والجانب الإنساني هو أساس موضوعها داخل العمل الفوتوجرافي إن هموم الإنسان هو شاغلها الشاغل لطرح تساؤلات عديدة.. منها كيف نساعد وكيف نتكفل وكيف ننفق على هؤلاء, مواضيع عديدة لا يخلو منها حدث في أي بقعة داخل المملكة وخارجها إلا وتم نقلها "بعيون نسائية" تستحق الثقة, كل هؤلاء المصورات غزين عالم التصوير بأوسع أبوابه وسيذكر التاريخ أن هناك عيوناً نسائية خدمت المجتمع وسجلت لنا صوراً وثائقية وسياحية وتذكارية كان من الصعب سابقا تحقيقها.
أكثر من ثمانين "عيناً" كانت وراء هذه اللقطات المعبرة أسماء كثيرة ومواهب عديدة تحتاج إلى العديد من الكلمات والمزيد من السطور لعرضها ولكن ننتظر في السنوات القادمة أن تتضاعف الأسماء ليسجلن معاً ذاكرة مصورة تكون مرجعاً للمستقبل البعيد ورب صورة تغني عن ألف كلمة
جريدة الوطن
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدالقاضي
