رحم الله الشيخ بكر رحمة واسعة
نهل من العلم وفاق وبلغ الآفاق...كتب كثير في الحديث فأبدعوا... وتلألأت كتاباته ببديع التحرير والاختيار
في الفقه بلغ غيره شأوا عظيما... وكان له المكان العظيمة في حسن التأصيل والاختيار الرزين
ألف غيره مؤلفات عظيمة ...وكان رحمه الله العالم النحرير في التأليف وحسن التنظيم والعلم الأصيل المسطر في مؤلفات هي زبد لاحشو فيها...فكتبه أئمة لكتب كثيرة وإبداع وتجديد لإنتاج كثير
لكن........هناك صفة تميز بها رحمه الله عن غيره...ففاق بها من سبقه وأعجز بها من صحبه أو أتى بعده
هذه الصفة كانت مشهورة عند بعض السلف ...وأصبحت غريبة في هذا الزمن...إنها الانزواء على النفس وترك بريق الشهرة
لقد كافح رحمه الله كفاحا مريرا من أجل عدم الظهور والبروز للناس...وكم حاولنا الاتصال به وباءت المحاولات بالفشل
كم انتقدناه-حرصا منا على لقياه-وعتبنا أن لم يعط من نفسه للناس
لكنه كان ينظر إلى أمر آخر...ينظر إلى لقاء ربه ويستعد له فحرص على الانكفاء على نفسه وتمحيصها...لكنه لم يترك الساحة فراغا.. فقد ملأ المكتبة بكتب هي زبد وأئمة لكتب كثيرة...نفع الله بها وصارت مرجعا لعلماء وطلبة علم وعامة الناس
فجمع بين الحسنيين...البعد عن الأضواء ونشر العلم بالتأليف وحسن التصنيف...ماأفقهك وأحرصك وأبعدك عن كل ماتخشى من مغبته
هنيئا لك هذا الانزواء الذي يذكرنا بحياة بعض السلف...هنيئا لك ببعدك عن الأضواء وحسن الانزواء على النفس
لقد نفع الله بكثير من العلماء بظهورهم وبروزهم للناس فصاروا أئمة هدى وكان واجبا عليهم الظهور فامتثلوا للواجب ونفع الله بهم
ولقد نفع الله بشيخنا بقية السلف والعالم الحبر البحر ببعده عن الأضواء والتفرغ لتأليف الكتب المتنوعة في فنون العلم والتي سيبقى أثرها إلى يوم الدين
رحمك الله ياشيخ بكر وأخلف لنا بخير
وما كان قيس هلكه هلك واحدٍ ** ولكنه بنيان قوم تهدما
إنا لله وإنا إليه راجعون ...ولاحول ولاقوة إلا بالله