إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وسخر له مالا سخره لغيره من باقي الكائنات، ووهبه العقل ومنحه النطق والقدرة على التفكير وهداه إلى الطريق الصحيح..

قال تعالى : ( وجعلنا له عينين ولسانا وشفتين وهيناه النجدين )

ومما لا شك فيه أننا كأناس بحاجة إلى رسالة تحفزنا في الحياة إلى التطور والتقدم وتلهمنا التطلع إلى الأفضل وتزيدنا قوة في دفع عجلة الرقي نحو العلا، فتأدية العمل باقتدار يوصل إلى النجاح وإلى بناء شامخ يرتفع بالمجتمعات إلى مقام القوة والحضارة ويجعل الإنسان ذا قيمة، وقد سخره الله للعمل ووهبه الإبداع فيه..

قال تعالى : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )

ومن هذا المنطلق كان العمل من الدعائم الأساسية التي حث عليها الدين الإسلامي على أسس عقيدة صحيحة ليكون بناء المجتمع بناءً متماسكا، كما أن العمل بحد ذاته عباده وعندما يكون اتقانه على أكمل وجه وبأمانة عندها يكون الإنجاز لا مثيل له فيولد القوة والنشوة والارتياح..
فالإبداع في العمل هو تنمية قدرات عقلية ووجدانية وسلوكية للتفاعل والمشاركة وتقدير الذات والآخرين.
إن اهتمامنابالعمل وحرصنا عليه يُعد ثروة إنسانية كبيرة إضافة إلى حل الكثير من المشكلات التي تعوق التقدم الحضاري لبلادنا وليس هناك أشق على الإنسان من مجاهدة النفس وتغيير مرذول طباعها..
ففي هذه الأيام تكررت جملة كثيرا ما نسمعها ألا وهي " مللت الوظيفة ،، مللت العمل "
" روتين ،، رتابة " وهذا ما نود مناقشته :


( الملل الوظيفي )


فالإحساس بهذا الملل الوظيفي سيدفعنا إلى عدم الإنجاز والتساهل فيه مما يشدنا إلى الأسفل ويعوق المسيرة التي تبنينا وتبني خير أمة أخرجت للناس..
فيجب أن نتخلص من هذا الشعور " فالتخلص مما لا نريد يتيح لنا الحصول على ما نريد " وبالتخلص من تساهلنا نحرر طاقاتنا، ونقلل إحباطاتنا، ونزيد من إبداعنا.
لذا لا يجب أن نتململ من نعمه وضعها الله بين أيدينا وكُثر من حُرموا هذه النعم ففضيلة الشكر سلوك يستحق أن نغرسه في نفوسنا، ومن هنا يجب التركيز على ما في أيدينا من أشياء.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا:

الملل الوظيفي الذي يغزونا ماهي أسبابه، وكيف طرق علاجه ..؟






ودمتم





البنفسج