لم يعد غريبا أن تتلقى سؤالا صيغته ما يلي ( فين احصل على دقيق ؟) ويكاد يكون شبه يومي يتردد على مسامعك وتقذفه من لسانك للاخرين . نعم لدينا ازمة دقيق في البلد بشكل عام وجازان بشكل خاص وقد يذهب بك التفكير بعيدا ان صوامع الغلال قد توقفت عن العمل او خفضت نسبة الاصدار أو .... أو ......الى اخره من بنات افكارك لكن الامر غير ذلك تماما فقد وقعنا تحت تأثير ( ثالوث ) خطير جدا تسبب في هذه الأزمة وهذا الثالوث هو متعهد جشع ومواطن خائن وآلية تنظيمية غائبة . اما المتعهد فقد استلم حصته من الصوامع كاملة مكملة من الشاحنات وجاء بها وليس الى بطون المواطنين بل اغرق بها السوق السوداء للدقيق فأن كان يقوم بتوزيع ( تريلة ) للمواطن فهنالك خمس اخريات توزع في الاحواش ليلا ابتداء من 40 ريال ومافوق . واما المواطن الخائن فقد حشد حشوده وجمع كروت العائلات للاقارب من أجل الحصول على اكياس الدقيق ولكن الى اين؟ انها تطير الى المنافذ الحدودية لتهريبها الى البلدان المجاورة ولعل الزائر الى اليمن سيرى المستودعات منتشرة هنا وهنالك ملىء بأكياس الدقيق ولا تنهدش ان قيل لك ان دقيق السعودية يباع في أديس ابابا وكله بفضل خيانة المواطن وأما الآلية الغائبة فهي غائبة وكل يرمي اللوم على الآخر بين المتعهدين والصوامع واصحاب المخابز والتموين والغرفة التجارية والمحافظات والاجهزة الامنيه و...... و.............. .

هذه ازمتنا الحقيقية وتكاد تكون مخابزنا خاوية على عروشها من الرغيف و( نصطف ) طوابير من أجل الحصول على رغيف كما هو حاصل في بعض البلدان لا سمح الله ولا يسعنا الى ان نقول لا ادام الله هذه الازمات ولا اطعم الله تاجر محتكر .