لابسه من غير هدوم
________________________________________


يرى المرء منا كل يوم في الطريق أشكال من المتحجبات ومثلهن من المتحررات فمن النموذج الأول ترى مثلاً تلك الفتاة التي تكون مرتديةً البرقع أو تكون متلثمة ولكنها تكون مكتحلة العينين ومبرزة الرموش ومنسقة حواجبها وترى أيضاً تلك التي تلبس عباءة مخصرة تكاد أن تنشق بسبب ضيقها حتى أن العباءات أصبحت كالفساتين تكون مخصرة ولها شك وتطريزه حتى تثير الغريزة ومن بين ما تلتقطه العين في الطريق من تلبس عباءة قصيرة تحت الكعبين ومن تحت العباءة ينسدل بنطلون جينز ( ما شاء الله هل تحاول الأخت تطبيق السنة برفع جلبابها تحت الكعبين حتى لا تكون مسبلةً له بعد أن رأت تقاعس الرجال عن تطبيق هذه السنة التي اختصهم بها الرسول ) وبعد أن ترى هذا الشكل العجائبي عباءة قصيرة وجينز منسدل حتى كعب الحذاء يتملكك شعور بالاشمئزاز على الأقل هذا شعوري أنا ولا أدري هل ستقصر العباءات حتى تصبح في طول ( البرمودا ) ومن ضمن ما رصدته عيني ومر على كثيرين منكم على ما أظن حينما كنت برفقة صديقي و رأينا شابةً تلبس عباءة على الكتف و إذا بريح مفاجئة تهب في تلك اللحظة لترتفع العباءة من مكانها وتطير في الهواء لتصبح وشاحاً كوشاح زورو و سوبر مان وطبعاً دام أن العباءة ارتفعت فقد بان المستخبي ومن اللواتي يُنسبن للمحجبات تلك النسوة اللاتي يرتدين غطاء الرأس ويكشفن باقي الجسم ولا يرين في ذلك بأس فتجد شعر الرأس مستور والباقي مكشوف للجمهور فالبلوزة تظهر كامل التضاريس والجغرافيا لذلك الجسد ولو نزلت بعينك إلى أسفل من ذلك بقليل لرأيتها تلبس آخر صيحات البنطال لتصبح مثار القيل والقال لكل من مر بجوارها وصال وجال ويبقى نموذج أخير وهن من يلبسن العباءة ويخرجن من تحت غطاء الرأس بضع خصلات ربما القصد من وراء ذلك جلب الانتباه قد يقول قائل ما دام أنها أخرجت خصلتين فلماذا لا تكشف عن ما تبقى من شعرها ( فالدعوة خربانة خربانة ) ولكن ما يدريك قد تكون الخصلات الظاهرة تعتبرها المرأة من الخصلات التي يحل إظهارها و أما المتبقي من الرأس فمحرم إظهارها والمضحك أكثر من ذلك هو ما تفعله بعض الشابات ويلاحظ بقوة في برنامج ( شاعر المليون ) وذلك حينما يصور المخرج الجهة النسائية من مدرّج المسرح فتجد مجموعة من النسوة كن كاشفات الوجه وما أن تأتي الكاميرا على وجوههم حتى تجدهن يغطين وجوههن بطرحهن فهل جميع الحاضرين في المسرح من الرجال هم من محارمهن حتى يسمحن لهم برؤية وجوههن وجميع المشاهدين من خلف الشاشات من الأباعد لا الأقارب ومثل هذه الصورة المتناقضة تجدها لدى الغرب بشكل آخر حينما تسمح المرأة برؤية جميع خلق الله لها في شاطئ البحر وهي عارية إلا من المايوه والبكيني لتصبح كالعبارة الشهيرة ( لابسة من غير هدوم ) ولكن عندما يرى الآخرون نفس المرأة في مكان آخر وبنفس اللباس فتجد تلك المرأة منحرجة وتبحث عن أي شيء يستر ما يمكن ستره فلماذا الحرج من العريّ في مكان وإظهاره والتفاخر به في مكان آخر إنه التناقض بعينه هذا ويصف المراقبون للمجتمع الغربي فصل الشتاء بفصل الاحتشام حيث تضطر النساء حينها للبس الجاكيت والبالطو وتغطية كامل البدن تجنباً للبرد وما إن يأتي الصيف حتى تنسلخ المرأة من لباسها وحياءها خلاصة الأمر المحجبات ثلاثة أنواع ولكل نوعٍ جماعات و أتباع فالنوع الأول هي المحجبة التي ارتدت الحجاب لأنه فرض شرعي عليها والثانية ارتدت الحجاب بسبب العادة فتجدها تحسبه زيّ وطني لا يصلح لبسه في الخارج فإذا سافرت للخارج تجد الحجاب من جسدها خارج أما النوع الثالث فهن المحجبات اللواتي ارتدين الحجاب تحت ضغط النصيحة من الصديقات وتحت الجبر الأسري فهؤلاء لم يرتدوه عن قناعة فربما تجدهم اليوم محجبات وغداً ربما متحررات فهم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يدري قد تظهر أنواع عدة من الحجاب والمحجبات مع مرور الزمن ولكن مع كثرة أنواع الحجاب فإن الحجاب الذي يوافق الضوابط الشرعية تجده قليل الانتشار والله المستعان .