قصيدة ليس الغريب


{ زين العابدين علي بن الحسين رحمه الله }








للتحميــــــــــــــــــــل من هنا

http://www.myuae88.net/Audio/Anashed..._Al_Ghareeb.rm




لَيْـسَ الغَريـبُ غَريـبَ الشَّـأمِ واليَمَنِـإِنَّ الغَريـبَ غَريـبُ اللَّحـدِ والكَفَـنِ
إِنَّ الغَريِـبَ لَــهُ حَــقٌّ لِغُرْبَتِهِعـلـى الْمُقيمـيـنَ فــي الأَوطــانِ والسَّـكَـنِ
سَـفَـري بَعـيـدٌ وَزادي لَــنْ يُبَلِّغَنيوَقُـوَّتـي ضَعُـفَـتْ والـمـوتُ يَطلُـبُـنـي
وَلــي بَقـايـا ذُنــوبٍ لَـسْـتُ أَعْلَمُـهـاالله يَعْلَـمُـهـا فـــي الـسِّــرِ والـعَـلَـنِ
مَـا أَحْلَـمَ اللهَ عَـنـي حَـيْـثُ أَمْهَلَنيـوقَـدْ تَمـادَيْـتُ فــي ذَنْـبـي ويَسْتُـرُنِـي
تَـمُـرُّ سـاعــاتُ أَيَّـامــي بِـــلا نَـدَمٍــولا بُـكــاءٍ وَلاخَـــوْفٍ ولا حَـــزَنِ
أَنَـا الَّـذِي أُغْلِـقُ الأَبْـوابَ مُجْتَهِداًعَلـى المعاصِـي وَعَيْـنُ اللهِ تَنْظُـرُنـي
يَـا زَلَّـةً كُتِبَـتْ فـي غَفْلَـةٍ ذَهَبَتْيَـا حَـسْـرَةً بَقِـيَـتْ فــي القَـلـبِ تُحْرِقُـنـي
دَعْنـي أَنُـوحُ عَـلـى نَفْـسـي وَأَنْدِبُهاوَأَقْـطَـعُ الـدَّهْـرَ بِالتَّذْكِـيـرِ وَالـحَـزَنِ
كَأَنَّـنـي بَـيـنَ تـلـك الأَهــلِ مُنطَرِحَاًعَـلـى الـفِــراشِ وَأَيْـديـهِـمْ تُقَلِّـبُـنـي
وَقــد أَتَــوْا بِطَبـيـبٍ كَــيْ يُعالِجَنيـوَلَـمْ أَرَ الـطِّـبَّ هــذا الـيـومَ يَنْفَعُـنـي
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُهامِـن كُـلِّ عِـرْقٍ بِـلا رِفـقٍ ولا هَـوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِهاوصَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوابَعْدَ الإِيـاسِ وَجَـدُّوا فـي شِـرَا الكَفَـنِ
وَقـامَ مَـنْ كـانَ حِـبَّ لـنّـاسِ فــي عَجَلٍنَـحْـوَ المُغَـسِّـلِ يَأْتيـنـي يُغَسِّلُـنـي
وَقــالَ يــا قَــوْمِ نَبْـغِـي غـاسِـلاً حَذِقـاًحُـراً أَرِيـبـاً لَبِيـبـاً عَـارِفـاً فَـطِــنِ
فَـجـاءَنـي رَجُـــلٌ مِـنْـهُـمْ فَجَرَّدَنـيـمِـنَ الـثِّـيـابِ وَأَعْـرَانــي وأَفْـرَدَنــي
وَأَوْدَعوني عَلـى الأَلْـواحِ مُنْطَرِحاًوَصَـارَ فَوْقـي خَرِيـرُ المـاءِ يَنْظِفُنـي
وَأَسْكَـبَ المـاءَ مِـنْ فَوقـي وَغَسَّلَنيغُسْـلاً ثَـلاثـاً وَنَــادَى الـقَـوْمَ بِالكَـفَـنِ
وَأَلْبَسُـونـي ثِيـابـاً لا كِـمـامَ لهـاوَصـارَ زَادي حَنُـوطِـي حـيـنَ حَنَّطَـنـي
وأَخْرَجـونـي مِــنَ الدُّنـيـا فَــوا أَسَفـاًعَـلـى رَحِـيــلٍ بِـــلا زادٍ يُبَلِّـغُـنـي
وَحَمَّلونـي علـى الأْكـتـافِ أَربَعَـةٌمِـنَ الـرِّجـالِ وَخَلْـفِـي مَــنْ يُشَيِّعُـنـي
وَقَدَّمونـي إِلـى المحـرابِ وانصَرَفواخَلْـفَ الإِمَـامِ فَصَلَّـى ثــمّ وَدَّعَـنـي
صَـلَّـوْا عَـلَـيَّ صَــلاةً لا رُكــوعَ لـهـاولا سُـجـودَ لَـعَــلَّ اللهَ يَرْحَـمُـنـي
وَأَنْزَلـونـي إلــى قَـبـري عـلـى مَهَلٍـوَقَـدَّمُـوا واحِـــداً مِـنـهـم يُلَـحِّـدُنـي
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهـي لِيَنْظُرَنيوَأَسْكَـبَ الدَّمْـعَ مِـنْ عَيْنيـهِ أَغْرَقَنـي
فَـقـامَ مُحتَـرِمـاً بِالـعَـزمِ مُشْتَمِلاًوَصَـفَّـفَ اللَّـبِـنَ مِــنْ فَـوْقِـي وفارَقَـنـي
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِمواحُسْنَ الثَّـوابِ مِـنَ الرَّحمـنِ ذِي المِنَـنِ
فـــي ظُـلْـمَـةِ الـقـبــرِ لا أُمٌّ هــنــاك ولاأَبٌ شَـفـيــقٌ ولا أَخٌ يُـؤَنِّـسُـنـي
فَـرِيـدٌ وَحِـيـدُ القـبـرِ، يـــا أَسَفـاًعَـلـى الـفِــراقِ بِـــلا عَـمَــلٍ يُـزَوِّدُنــي
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْمِنْ هَوْلِ مَطْلَـعِ مـا قَـدْ كـان أَدهَشَنـي
مِـنْ مُنكَـرٍ ونكـيـرٍ مــا أَقــولُ لهمـقَـدْ هَالَـنـي أَمْـرُهُـمْ جِــداً فَأَفْزَعَـنـي
وَأَقْعَـدونـي وَجَــدُّوا فــي سُؤالِهِمُمَـالِـي سِــوَاكَ إِلـهـي مَــنْ يُخَلِّصُـنِـي
فَامْـنُـنْ عَـلَـيَّ بِعَـفْـوٍ مِـنـك يـــا أَمَليفَـإِنَّـنـي مُـوثَــقٌ بِـالـذَّنْـبِ مُـرْتَـهَـنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُواوَصَـارَ وِزْرِي عَلـى ظَهْـرِي فَأَثْقَلَنـي
واستَبْـدَلَـتْ زَوجَـتـي بَـعْـلاً لـهـا بَدَليوَحَكَّمَـتْـهُ فِــي الأَمْــوَالِ والسَّـكَـنِ
وَصَـيَّـرَتْ وَلَــدي عَـبْـداً لِيَخْدُمَهـاوَصَـارَ مَـالـي لـهـم حِــلاً بِــلا ثَـمَـنِ
فَـلا تَغُرَّنَّـكَ الدُّنْيـا وَزِينَتُهاوانْـظُـرْ إلــى فِعْلِـهـا فــي الأَهْــلِ والـوَطَـنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِهاهَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْـرِ الحَنْـطِ والكَفَـنِ
خُـذِ القَنَاعَـةَ مِـنْ دُنْيَـاك وارْضَ بِهالَـوْ لـم يَكُـنْ لَــكَ إِلا رَاحَــةُ الـبَـدَنِ
يَا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراًيَـا زَارِعَ الشَّـرِّ مَوْقُـوفٌ عَلَـى الوَهَـنِ
يَـا نَفْـسُ كُفِّـي عَـنِ العِصْيـانِ واكْتَسِبِيفِعْـلاً جمـيـلاً لَـعَـلَّ اللهَ يَرحَمُـنـي
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناًعَسى تُجازَيْـنَ بَعْـدَ المـوتِ بِالحَسَـنِ
ثـمَّ الصـلاةُ علـى الْمُختـارِ سَيِّدِنامَـا وَصَّـا البَـرْقَ فـي شَّـامٍ وفـي يَـمَـنِ
والحـمـدُ لله مُمْسِيـنَـا وَمُصْبِحِنَابِالخَـيْـرِ والـعَـفْـوْ والإِحْـســانِ وَالـمِـنَـنِ