بسم الله الرحمن الرحيم
وعند أحمد بسند حسن .. عن جرير بن عبد الله رضي الله عنهما قال :
أن النبي عليه السلام .. خرج مع بعض أصحابه يوماً .. فلما برزوا من المدينة ..
فإذا راكب يوضع نحوهم .. فصوب النبي عليه السلام إليه بصره .. ثم التفت إلى أصحابه فقال : كأن هذا الراكب إياكم يريد ؟!
فأقبل الرجل على بعيره حتى وقف عليهم .. ثم أخذ ينظر إليهم ..
فقال له النبي عليه السلام : من أين أقبلت ؟
فقال الرجل .. وهو يئن من شدة الطريق .. ووعثاء السفر .. : أقبلت من أهلي .. وولدى .. وعشيرتي ..
فقال صلى الله عليه وسلم : فأين تريد ؟ قال : أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
قال : فقد أصبته ..
فابتهج الرجل..وتهلل وجهه..وقال:يا رسول الله ..علمني ما الإيمان ؟
قال : تشهد أن لا إله إلا الله .. وأن محمداً رسول الله ..
وتقيم الصلاة .. وتؤتى الزكاة .. وتصوم رمضان .. وتحج البيت ..
قال : قد أقررت ..
فما كاد الرجل يتم إقراره بالإسلام .. حتى تحرك به بعيره ..
فدخلت يد البعير في جحر جرذان .. فهوى البعير على الأرض .. وهوى الرجل من فوقه .. فوقع على هامته .. فما زال ينتفض حتى مات ..
فقال النبي عليه السلام : عليَّ بالرجل ..
فوثب إليه عمار بن ياسر .. وحذيفة .. فأقعداه فلم يقعد .. وحركاه فلم يتحرك .. فقالا : يا رسول الله .. قُبِض الرجل .. مات ..
فالتفت إليه النبي عليه السلام .. ثم أعرض عنه فجأة ..
ثم التفت إلى حذيفة وعمار .. وقال : أما رأيتما إعراضي عن الرجل ..؟!
فإني رأيت ملكين ( وفي رواية رأيت زوجتيه من الحور العين ) يدسان في فيه من ثمار الجنة .. فعلمت أنه مات جائعاً ..