منها صبغ الجسم وأجزاء منه بالحناء وخصوصاً في الأطفال
توصل اختصاصي في أمراض الدم إلى انتشار مرض أنيميا الفول في منطقة جازان، وهو مرض نقص الخميرة ، وأرجع ذلك إلى سوء التغذية، مشيرا إلى أن أعراض المرض من أنيميا وتكسر لكريات الدم الحمراء يتصاحب مع الإتيان ببعض العادات الاجتماعية المنتشرة بالمنطقة كصبغ الجسم وأجزاء منه بالحناء وخصوصا في الأطفال.
قدم البحث أخصائي أمراض الدم بمستشفى الملك فهد المركزي بجازان الدكتور موسى معشي، وأجراه على 400 مراجع لمستشفى الأطفال حديثي الولادة، تحت إشراف استشاري التحاليل الطبية بالمستشفى الدكتور هشام عبد الصادق إسماعيل، وتوصلت الدراسة إلى أن نسبة الأطفال المصابين بالمرض من العينة تقدر بـ 12%.
وقال الباحث إن مرض أنيميا الفول أكثر أمراض الأنزيمات انتشارا في العالم ، فهو يصيب حوالي 400 مليون شخص، وأضاف "لو نظرنا إلى التوزيع الجغرافي للمرض لوجدنا أنه ينتشر في مناطق كانت موبوءة بمرض الملاريا، ويبدو أن جسم الإنسان "تأقلم" مع هذا المرض عن طريق جعل الكريات الحمراء تقاوم استيطان طفيل الملاريا فيها، وذلك بإحداث طفرة في جين أنزيم G6PD ، فيجعل كرية الدم الحمراء تتكسر، وتتحلل عند تعرضها للإصابة بطفيل الملاريا، وبذلك لا يستطيع الطفيل إكمال دورة حياته التي يستلزم العيش داخل كريه الدم الحمراء لبعض الوقت، وبذلك يتخلص الجسم من الملاريا بشكل فعال".
وعن طبيعة المرض يقول الدكتور معشي "يعرف المرض بأنه مرض نقص خميرة (أنزيم) ديهيدروجينيز الجلوكوز 6 فوسفات، ويعتبر مرضا وراثيا نتيجة لطفرة موجودة على كروموسوم اكس، وهو في العادة يصيب الذكور وينتقل من أمهاتهم، وفي بعض الأحيان قد يظهر المرض على الإناث، كما أن الذكور المصابين بالمرض ينقلون المرض، ولكنهم ينقلونه إلى بناتهم، ولا ينقلونه إلى أبنائهم مطلقا".
ويضيف أن نقص الأنزيم يجعل كريات الدم الحمراء معرضه للتحلل والتكسر قبل موعدها المعتاد، والذي في العادة يتجاوز 100 يوم، فيؤدي إلى انخفاض في الهيموجلوبين أو فقر دم أو أنيميا ، مع انتشار للمادة الصفراء (اليرقان)، والتي يعجز الكبد عن تصفيتها بشكل سريع.
وأشار إلى أن هناك تفاوتاً كبيراً في السن التي تظهر فيها أعراض المرض، فقد يظهر عند المواليد مباشرة بعد الولادة، فيكون اليرقان عندهم أعلى من المستوى المعتاد، والذي يصيب الكثير من الأطفال الطبيعيين، كما أنه قد يحدث في أي سن، ولكنه في العادة يظهر عندما يتناول المصاب بالمرض الفول أو العدس أو أي نوع من البقوليات، أو بعد الإصابة بمرض فيروسي، أو عند تناول بعض العقاقير، كما قد تظهر الأعراض من دون أن يصاب الشخص بأي مرض، ومن دون أن يتناول أي نوع من المواد المؤكسدة كالبقوليات.
وقال الباحث إن من أسباب المرض تناول الفول والفلافل وأدوية الملاريا، والمسكنات بكثرة، ولوحظ أن أعراض المرض من أنيميا وتكسر لكريات الدم الحمراء يتصاحب مع الإتيان ببعض العادات الاجتماعية المنتشرة بالمنطقة كصبغ الجسم وأجزاء منه بالحناء، وخصوصا في الأطفال. وعن الوقاية من هذا المرض قال "هناك العديد من المواد التي تؤدي إلى تكسر وتحلل خلايا الدم الحمراء، ولذلك يجب على المصاب بهذا المرض الامتناع عن تناول جميع هذه المواد، وتجنب بعض الأدوية، وتجنب التعرض للالتهابات بشكل عام، وعند إصابة أحد أفراد العائلة يجب إجراء بعض الفحوصات لجميع أفراد العائلة لمعرفة احتمالية إصابتهم بهذا المرض، وعلى المريض المصاب تنبيه الطبيب المعالج إلى إصابته بهذا المرض، لكي يتفادى إعطاءه بعض أنواع من الأدوية.
وأوضح أنه في بعض الحالات والتي يحصل فيها تحلل مفاجئ وشديد قد يحتاج المريض إلى نقل الدم، وفي حالات التحلل المزمن يحتاج المريض إلى تناول حمض الفوليك، والذي يحتاجه الجسم لتكوين خلايا دم حمراء جديدة، وطالب بإضافة تحليل أنيميا الفول إلى فحوصات ما قبل الزواج.
جازان : مهدي السروري