السفينة التي تمخر عباب البحر من محيط الى محيط،
في سيرها المضني تتعلق بها شوائب بحرية، وعوائق ملحية تثقلها وتبطئ سيرها،فترسو السفينة على شاطئ ما لكي تتخلص مما بها، وتعود أدراجها الى المحيطات!
أنت وانا كذلك ، نحتاج أحيانا الى وقفة على شاطئ الروح لنتخلص من أوزارنا وسقطاتنا.
وقفة تتيح لنا أن نتعرف على مكنونات أنفسنا ،
ماذا قدمنا ؟
كيف قضينا ما مضى؟
كيف نستعد لما هو آت ؟
وقفة نسكب فيها دمعة حرا تمسح صدأ قلوبنا ، تجلي عمش عيوننا
وقفة نتخلص فيها من المثالية التي نرى بها أنفسنا..
ونتحلى بالشجاعة للاعتراف بتقصيرنا ، بفشلنا ، أو حتى بنجاحنا
وقفة في هجيع الليل الأخير أمام ملك الملوك وخالق الكون متجردين عن هموم الدنيا ، ومتسلحين بهموم الآخرة ، متضرعين الى الله :
"اللهم بك آمنا وعليك توكلنا ، واليك أنبنا فاغفر لنا ماقدمنا وما أخرنا وما أعلنا وما أسررنا،وما أنت أعلم به منا ، أنت المقدم وأنت المؤخر لااله الا أنت "