أكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء:
أن مصالح الأمة العليا ليست محلاً للمزايدة ولا تباح للعامة والغوغاء ليتحدثوا فيها.
وقال سماحته: أن المسلم عليه أن يتثبت فيما يقوله ولا يقول باطلاً ولا يحكي كذباً وزوراً وأن الأمم مهما بلغت من شأن عظيم فلابد أن تراعي مصالحها العليا، وأن تهتم بها أكبر الاهتمام.
وأضاف سماحة مفتي عام المملكة قائلاً: إن أمة الأسلام هي قدوة الامم وخيرها ويجب أن تحافظ على مصالحها العليا وقضاياها الكبرى محافظة تامة حتى تأمن تقول المتقولين وإرجاف المرجفين فالدين والأمن والفكر والاقتصاد والسيادة والإعلام وقضايا الفتاوى العامة يجب أن تحفظ وتحاط بسياج منيع ولا يتكلم في كل أمر إلا من هو أهله ومن هو مؤهل له حتى تكون قضايا الأمة على بصيرة ومنهج صحيح وتسلم من أن يتدخل فيها من ليس عنده علم ولا بصيرة.
وقال الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ: إن قضايا الأمة العليا يجب ألا يمكن كل احد في التحدث فيها سواء بتقدير أي مصلحة أو بيان حجم تلك المصلحة أو أن تتداول في مجالس السفهاء والغوغاء ومن لا بصيرة عندهم هكذا كان رعيل هذه الأمة وأئمة الهدى، إنما الذي يتحدث في مصالح الأمة العليا وقضاياها المهمة من كان ذا دين وعقل ورأي سديد يزن الأمور موازينها ويقدر القضايا قدرها ويعرف متى يكون الكلام نافعاً ومتى يكون تركه نافعاً حتى تكون قضايا الأمة مبنية على رأي سديد صائب يستمد من الكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
واضاف آل الشيخ قائلاً: إن أهم قضايا الأمة على الإطلاق قضية الدين، فالدين هو: أساس عز الأمة وأساس شرفها ورفعتها وهذا الدين كرم الله به الأمة فيجب المحافظة عليه محافظة تامة وتنقيته من الشوائب الربا ومن الغلو والتطرف والانهيار الأخلاقي، ويجب حمل الناس إلى الخير وتوضيح محاسن هذا الدين وفضائله وأن يدعوا كل منا إلى الدين دعوة صالحة صادقة وننشر فضائله ومكانته وأن تسخر وسائل الإعلام للتحدث عن فضائل الدين بكل لغة ممكنة حتى يفهم حقيقته وحتى تزال الشبه والأراء المضللة والأفكار البعيدة عن هذا الدين.
وعن الزمن الذي نعيش فيه قال المفتي العام: إننا في زمن حوربت فيه العقيدة الصحيحة وأعلنت الحرب على الأخلاق والقيم والفضائل وقال من قال عن الإسلام ومن ثم فلابد للمسلمين من نهوض بالدعوة إلى الله على أسس صالحة من كتاب ربنا -سبحانه وتعالى- وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم-، فإن الدعوة إلى الله أمانة في أعناق الأمة والدعوة تكون بالحكمة والمواعظة الحسنة والجدال بالتي هي احسن وبيان فضائل هذا الدين ومزاياه.
فإن أعظم قضايا الأمة وأهم مصالحها المحافظة على الدين والعقيدة والتصدي لمن يقدحون فيه ويتطاولون على شريعة الله ويدعون أن بها مقصور وعجز عن مواكبة العصر وقضايا الحياة المعاصرة وأرادوا أن يعزلوها عن نظام الحياة وأن يجعلوها شريعة خاصة بالعبادات البدنية وهذا كله ضلال فإن الله أكمل هذا الدين وأتمَّة ورضينا به دنيا وأخبرنا المولى -عز وجل- أنه من رضي غير هذا الدين ديناً فلن يقبل منه.
][®][^][®][