إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى
عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ - رضى الله عنه - قَالَ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم : يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِى دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِى صَلاَتِى . قَالَ : قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى ظُلْماً كَثِيراً ، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِى مِنْ عِنْدِكَ مَغْفِرَةً ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
صحيح البخارى
من وحي قوله تعالى "وكان الكافر على ربه ظهيرا"
قوله تعالى:"وكان الكافر على ربه ظهيراً"- الفرقان:55-، هذا من ألطف خطاب القرآن وأشرف معانيه.
وإن المؤمن دائماً مع الله على نفسه وهواه وشيطانه وعدو ربه، وهذا معنى كونه من حزب الله وجنده وأوليائه، فهو مع الله على عدوه الداخل فيه والخارج عنه، يحاربهم ويعاديهم ويغضبهم له سبحانه، كما يكون خواص الملك معه على حرب أعدائه، والبعيدون منه فارغون من ذلك غير مهتمين به.
والكافر مع شيطانه ونفسه وهواه على ربه.
وعبارات السلف على هذا تدور:
ذكر ابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير، قال: عوناً للشيطان على ربه بالعداوة والشرك.
وقال الليث عن مجاهد قال: يظاهر الشيطانَ على معصية الله، يعينه عليها.
وقال زيد بن أسلم: ظهيراً، أي: موالياً.
والمعنى: أنه يوالي عدوه على معصيته والشرك به، فيكون مع عدوه معيناً له على مساخط ربه.
فالمعية الخاصة التي للمؤمن مع ربه وإلهه قد صارت لهذا الكافر والفاجر مع الشيطان ومع نفسه وهواه وقربانه، ولهذا صدر الآيةَ بقوله:" ويعبدون من دون الله مالا ينفعهم ولا يضرهم"-الفرقان:55-، وهذه العبادة هي الموالاة والمحبة والرضى بمعبود يهم المتضمنة لمعيتهم الخاصة، فظاهروا أعداء الله على معاداته ومخالفته ومساخطه، بخلاف وليه سبحانه فإنه معه على نفسه وشيطانه وهواه.
وهذا المعنى من كنوز القرآن لمن فهمه وعقله.
لحظات مع القلب...
قرات في كتاب الفوائد لابن القيم الجوزيه هذه الكلمات:-
• ماضرب عبد بعقوبة اعظم من قسوة القلب والبعد عن الله..
• خلقت النار لاذابة القلوب القاسية..
• اذا قسا القلب قحطت العين..
• قسوة القلب من اربعة اشياء اذا جاوزت قدر الحاجة: الاكل والنوم والكلام والمخالطة...
• من اراد صفاء قلبه فاليوثر الله في شهوته.
• القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها.
• القلوب آنية الله في ارضه, فأحبها اليه ارقها واصلبها واصفاها.
• شغلوا قلوبهم بالدنيا ولو شغلوها بالله وبالدار الاخرة لجالت في معاني كلامه وآياته المشهودة ورجعت باصحابها بغرائب الحكم وطرف الفوائد.
• اذا غذي القلب بالتذكر وسقي بالتفكر ونقي من الفساد راى العجائب وألهم الحكمة.
• ليس كل من تحلى بالمعرفة والحكمة وانتحلها كان من اهلها بل اهل المعرفة والحكمة الذين احيوا قلوبهم بقتل الهوى ..
• الشوق الى الله ولقائه نسيم يهب على القلب يروح عنه وهج الدنيا.
• اذا احب الله عبدا اصطنعه لنفسه واجتباه لمحبته واستخلصه لعبادته فشغل همه بها ولسانه بذكره وجوارحه بخدمته
[MOVE="right"]اللهم لك الحمد ولك الشكر حتى ترضى...... ولك الحمد ولك الشكر اذا رضيت........ولك الحمد ولك الشكر بعد الرضى[/MOVE]