&&&& شجــــــرة الــــزقـُــومـــ &&&&&

--------------------------------------------------------------------------------


أبو جهل ، وما أنزل الله فيه

وأبو جهل بن هشام ، لما ذكر الله عز وجل شجرة الزقوم

تخويفا بها لهم ، قال ‏‏:‏‏ يا معشر قريش ، هل تدرون

ما شجرة الزقوم التي يخوفكم بها محمد ‏‏؟‏‏ قالوا ‏‏:‏‏ لا ؛ قال ‏‏:‏‏ ‏عجوة

يثرب بالزبد ، والله لئن استمكنا منها لنتزقمنَّها تزقما ‏‏.‏‏

فأنزل الله تعالى فيه ‏‏:‏‏ ‏‏ «‏‏ إن شجرة الزقوم ، طعام الأثيم

كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم ‏‏» ‏‏ ‏‏:‏‏ أي ليس كما يقول ‏‏.‏‏



تفسير لفظ ‏‏ «‏‏ المهل ‏‏» ‏‏



قال ابن هشام ‏‏:‏‏ المهل ‏‏:‏‏ كل شيء أذبته ، من نحاس أو رصاص

أو ما أشبه ذلك فيما أخبرني أبو عبيدة ‏‏.‏‏



وبلغنا عن الحسن البصري أنه قال ‏‏:‏‏ كان عبدالله بن مسعود واليا لعمر ابن الخطاب على بيت مال الكوفة ، وأنه أمر يوما بفضة فأُذيبت ، فجعلت تلون ألوانا ، فقال ‏‏:‏‏ هل بالباب من أحد ‏‏؟‏‏ قالوا ‏‏:‏‏ نعم ؛ قال ‏‏:‏‏ فأدخلوهم ، فأدخلوا ، فقال ‏‏:‏‏ إن أدنى ما أنتم راءون شبها بالمهل ، لهذا ‏‏.‏‏ وقال الشاعر ‏‏:‏‏



يسقيه ربي حميم المهل يجرعه * يشوي الوجوه فهو في بطنه صهر



ويقال ‏‏:‏‏ إن المهل ‏‏:‏‏ صديد الجسد ‏‏.‏‏



وقال عبدالله بن الزبير الأسدي ‏‏:‏‏



فمن عاش منهم عاش عبدا وإن يمت * ففي النار يُسقى مهلها وصديدها



وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏ ‏



استشهاد في تفسير (‏‏ المهل ‏‏) ‏‏ بكلام لأبي بكر



بلغنا أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما حُضِر أمر بثوبين لَبِيْسين يُغسلان فيكفن فيهما ، فقالت له عائشة ‏‏:‏‏ قد أغناك الله يا أبت عنهما ، فاشترِ كفنا ، فقال ‏‏:‏‏ إنما هي ساعة حتى يصير إلى المهل ‏‏.‏‏ قال الشاعر ‏‏:‏‏



شاب بالماء منه مُهلا كريها * ثم علّ المتون بعد النهالِ



قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فأنزل الله تعالى فيه ‏‏:

‏‏ ‏‏ «‏‏ والشجرة الملعونة في القرآن ، وُنخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ‏‏» ‏‏ ‏‏.‏‏