قليلٌ من المعاتبةِ خير ..

قرأتُ اليوم مقولة لأبي الدرداء تقول : " معاتبة الأخ خير لك من فقده ، ومن لك بأخيك كلِّه "

أيها الأحبة : إنها كلمة حق وصدق .. فعدم المعاتبة مع بقاء صفاء القلب أولى .. ولكن إذا قلّت النفوس من هذه المنزلة .. وتراكمت في القلب آهات .. وأنات .. وازدحمت في النفس حسرات .. وزفرات .. وشعر الإنسان أن في نفسه ضيقاً .. وفي قلبه كدراً مما قد يتحول إلى وحر وغل وحقد وحسد - لا قدر الله -

هنا لا بد من غسل الدرن .. وهذا لا يكون إلا بالمعاتبة .. ولا يتفرغ إلا بالمصارحة .. وبالذات في أعمالنا الدعوية يحصل كثيرٌ من اختلاف وجهات النظر .. وتقصير .. وأخطاء .. ونقص .. وغلط ..

ولذلك لا بأس بها حتى مع كبار القوم وأهل الفضل .. واستعمالها من باب الضرورة التي لا بد منها .. التي تدرأ مفسدة أكبر ..

مع ما تقدم .. تجد بعضٌ منا من يفقد أو يقطع أخاه بسبب بسيط حيث أنه اجتهد في عمل من الأعمال .. أو تصرف حيال موضوع ما بتصرف غير مناسب - في رأيه أنه صواب وفي رأيك أنه غير ذلك بالطبع هذا في الأمور الاجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف وتباين وجهات النظر - وهذا لا يليق بمسلمين فضلاً عن دعاة ..
ولكن يُشترط في هذه المعاتبة أن لا يُكثر منها حتى لا تتحول إلى ملامة ونقد .. وإنما المقصود منها القدر اليسير الذي يزيل ما علق في النفوس ..