(( قريتي الغالية ))
كانت وردة
يأتي الناس ليشتموا رائحتها
بنية صافية خالية من الحقد و الكره
هؤلاء الناس هم الشرفاء
هؤلاء ينفثون عليها ليزيدوها جمالاً
وليزيدوا من رائحة عطرها عطراً
( وفجأة )
أتى أناس ليشتموا رائحتها
ولكن بنية خبيثة يملؤها الحقد و الكراهية
هؤلاء هم الأنذال الذين ينكرون جميل غيرهم عليهم
هؤلاء الناس ينفثون عليها بقبحهم
ليلقوا سوء أعمالهم عليها
و ليقبحوا عطرها و ليزيدوها سواداً
( ولكنهم )
نسوا أن الشرفاء مازالوا على قيد الحياة
إنهم هم الوحيدون الذين يستطيعون إحياءها
فأحيوها وزادوها على عطرها عطراً وجمالاً
لتظل قريتي الصغيرة وردة يشم عبقها
كل عامل مكافح شريف لا يرضى أن يعيث بها كل مفسد
(( المستشفى ))
طرقُ على الباب
مريض يصرخ من شدة الألم
مراجع متأخر عن الموعد
رئيس الاستقبال ينادي على اسم
ابنة أحدهم وهو غير موجود
مراجع متهور يدخل الصيدلية بغير إذن
ترفع الممرضة صوتها عليه ليخرج
(( بعض طلاب الثانوية))
كبار في سنهم صغار في عقولهم
يكادون لا يعرفون للإحترام معنى
ذاك يرمي زميله بكومة ورق
والآخر يضحك و كأنه في مقهى
وأستاذ يتحدث عن الدرس
لمن يستمع له و يفهمه
و الآخر يسمع و لكن عقله في الخارج
(( القمامة ))
تراها في كل زاوية
ذلك المنظر الكئيب
إنها موضوعه في المكان الخطأ
وذاك الجسم الأزرق
بقربها لكنه يعجز عن ضمها
راعيها يأتي في الأسبوع مره
بعد أن تهلك ويصيبها المرض
(( الفقر ))
بات ليله جائع
و أصبح جائعاً
يستعف أن يمد يده لأحد
قادر على العمل لكن المجتمع يمنعه
يُمسي و يُصبح يدعوا ربه لينزل عليه الرزق من السماء
ولـــــــــــــــــكــــــــــن
هل تمطر السماء ذهباً
كــــــــــــــــــــــــــــلا
الرزق الحلال يأتي بكل قطرة عرق
تسقط من جبينه الطاهر
(( القات ))
ينام و يصحو من نومه
وهو متشوق للقاء حبيبته
يستلف و يذل نفسه للقائها
تلك هي الورقة الخضراء
التي يُجوع أبناءه من أجلها
وينسى أنهم في ذمته
يبني و يشتري و هو على كرسيه
و عند مفارقتها ينسى ما قال و ما فعل
لم يدرِ المسكين أن
بداية تعاطي القات هي بداية النهاية
(( التدخين ))
يطعن نفسه بها
ليظن أنها تسلية
ترجل في ليلة مطاوعاً لهواه و شياطينه
يتحدث معك و أنت تتنحى عنه
يصلي بقرب طفل
ينتهي الطفل من الصلاة
وقد امتلأت رئتيه بكيره
تكره رائحة دخانه المنبعثة
هل فكر هذا المدخن
كيف يطرد هذا العدو
الذي استقبله بالأحضان
ليدمر حياته
هل عرف أنه عدوه القاتل
(( المعلم ))
ذاك الــمـحار
الذي يأتيك بنفسه
لينثر لؤلؤهُ علك
تعجز عن أي لؤلؤة تأخذ
ولكن أنت مجبر لأخذ كل اللآلئ
لجمالها و صفاء لونها الجميل
أنت يا معلمي عقد متناظم من اللالئ الجميله
كم أنت تشعل دربنا بالنور الساطع
و كم تحترق كالشمعة لتضئ للأخرين