منتحل لشخصية تركي الدخيل يزعم إصابة تركي الحمد بسرطان المخ
دبي - فراج اسماعيل، الدمام - إيمان القحطاني
قال الإعلامي تركي الدخيل إن شخصا اخترق بريده الإلكتروني في جريدة "الوطن" السعودية وأجرى باسمه حوارا مطولا مع أحد المنتديات، جاء فيه أن الكاتب المعروف د. تركي الحمد مصاب بسرطان في المخ، بالإضافة إلى أشياء غير لائقة بخصوص قناة العربية التي يقدم فيها برنامجه الشهير "إضاءات".
وأوضح لـ"العربية.نت" أنه فوجئ أمس "الاثنين" 2-6-2008 بإشاعة تناقلتها رسائل الهاتف الجوال في السعودية، منسوبة له حول مرض خطير يعاني منه الحمد، وأنه أسرع اليوم في مقاله اليومي بجريدة الوطن نافيا ذلك جملة وتفصيلا.
وأشار إلى أن تركي الحمد أبلغه بالإشاعة على سبيل التندر، وأنه – الدخيل – قام بالتحري عنها، وتوصل إلى أن مصدرها مقابلة ملفقة من شخص انتحل اسمه وأجراها مع منتدي سعودي، بعد نجاحه في اختراق بريده الإلكتروني بجريدة الوطن والرد على الرسائل باسمه.
وقال د.تركي الحمد لـ"العربية.نت" إن أقربائه أصيبوا بقلق كبير بعد قراءتهم ذلك الخبر واتصلوا به في الأسبوع الماضي أثناء وجوده في بيروت ليطمئنوا عليه، حامدا الله أن ابناءه لم يطلعوا عليه قبل نفيه.
وأبدى دهشته من أن يصل الشحن بأحد ضده إلى انتحال شخصية تركي الدخيل وكتابة 19 صفحة حوارية، مرجعا ذلك إلى وجود فئات مريضة تجد متعتها في ايذاء الآخرين.
كتب مقالا باسمي
وحول ما فعله الشخص المنتحل قال تركي الدخيل "بدأ أول شئ قبل نحو شهر عندما ارسل مقالا باسمي إلى موقع سعودي شهير، مرفقا بصورة لي من النت طالبا نشره، وعرفت بأمره من أحد الزملاء في هذا الموقع، وهو مقال ركيك في لغته وملغم في مضمونه. أخبرتهم أنني لم أكتب هذا المقال، فاستغربوا لكونه مرسلا من ايميلي الشخصي".
وتابع "منذ ثلاثة أيام كلمني الزميل الكاتب محمد الرطيان في فحوى رسالة وردته على هاتفه الجوال نقلا عن الإعلامي تركي الدخيل بأن د.تركي الحمد، الكاتب المعروف ومستشار خادم الحرمين الشريفين، مصاب بسرطان المخ".
واستطرد الدخيل "قلت له: أولا.. تركي الحمد ليس مستشارا للملك عبدالله، وثانيا: أنا لم أقل هذا الكلام وهو غير صحيح، وطلبت منه أن يعلمني بصاحب الرسالة لأنها تتضمن خبرا مؤذيا من المفروض ألا ينشر على لساني، فقال لي إن شخصا جاءته رسالة وحولها لي، وأنه ليس عنده قدرة بدنية لتتبع مصادر رسائل الـ sms (الهاتف الجوال). بعدها كتب الرطيان رسالة بأن تركي الدخيل يكذب هذا الخبر".
وواصل الاعلامي تركي الدخيل بقوله "أمس الاثنين كلمني شخص عن حوار مطول منسوب لي في أحد المنتديات المعروفة مع أنني لم أجر مقابلة مع هذا المنتدى. أدركت حينئذ أن الشخص الذي اقتحم ايميلي هو الذي قام بالاجابة على أسئلتهم باعتباره أنا".
أضاف: الحوار كله مزور، في البداية حاول أن تكون اجاباته قصيرة حتى لا يكتشف أمره، لكنه ذكر كلاما لا يعقل أن أقوله عن قناة العربية وعن تركي الحمد والمخرجة هيفاء المنصور، بل جعلني أرد على شخص يملك مدونة ويكتب عني ياسم مستعار، فكيف أرد على كاتب لا أعرف له اسما، وهل يعقل أن أرد على كل الاسماء غير الحقيقية التي تتناولني في الانترنت؟..
وقال تركي الدخيل "أنا لا أعبأ بكلام يكتب عني بواسطة أشخاص مجهولين يتسترون بأسماء مستعارة. إذا أراد أن يقول شيئا يخصني وأرد عليه فلابد أن أعلم من هو، فلا يمكن لميت أن يقابل حيا".
حذف المقابلة الملفقة
وتابع تركي الدخيل: أول ما عرفت بأمر الحوار الوهمي أرسلت إلى المنتدى، فاتصل بي صاحبه وعبر عن استغرابه لأن الاجابات جاءتهم عبر بريدي الالكتروني بجريدة الوطن، وقال إنه طلب بداية من المشرفين ازالة بعض الكلام "الوقح" وخصوصا ما تناول قناة العربية، ثم حذفوا المقابلة تماما ليلة أمس بعد أن تأكدوا مني أنها ملفقة.
وأوضح الدخيل أنه لم يقرأ المقابلة كاملة لطولها، واكتفى بعدد من الأسئلة وأول ما رأى ما يخص تركي الحمد، قام على الفور بالارسال إلى المنتدى لنفيها. واهتممت أن أكتب اليوم عن التلفيق الذي يخصه وليس عن القناة لأن فيه جانبا انسانيا، بالاضافة إلى أن أسوأ شئ في الدنيا أن "يتقول" شخص على آخر بالمرض.
وعن توجهات المنتحل قال تركي الدخيل "الواضح من كتاباته الملفقة أن لديه ميولا متطرفة، ويستهدف الكيد". وأضاف "تلقيت صباح اليوم من تركي الحمد رسالة عن الاشاعة التي استهدفته، فطلبت منه قراءة مقالي في (الوطن) فقال إنه عاد من لبنان ليفاجئ بانتشارها، وأنه أرسلها لي لمجرد التندر عليها".
قلق أقارب تركي الحمد
من جهة أخرى قال المفكر السعودي د.تركي الحمد لـ"العربية.نت" إنه تلقى الخبر عن طريق اتصالات أقربائه خلال تواجده في بيروت الأسبوع المنصرم."كانوا بالغي القلق جراء سماعهم له واحمد الله أن أبنائي لم يطلعوا عليه، قبل نفيه".
وأشار د.الحمد إلى أنه قام بالاتصال بالدخيل لسؤاله عن الحوار، "أخبرني أن أحدهم اخترق بريده الالكتروني التابع لصحيفة الوطن، وكنت واثقا أن تركي الدخيل أرقى من ذلك بكثير".
وأرجع د.الحمد تلك الشائعات التي تلاحقه منذ بداية ولوجه الكتابة الفكرية إلى وجود فئات مريضة تجد متعتها في إيذاء الآخرين، "لسنا مجتمعا ملائكيا ونحتاج إلى علاج نفسي نتيجة تراكمات عديدة لا اعتقد أنها ستزول قريبا"، واصفا أسلوب الإشاعات بـ"الدنيء" و مؤشر "ضعف" جراء انعدام القدرة على مقارعة الشخص بالحجة.
وأبدى استغرابه الشديد من ذلك الموقف قائلا، "لا أتصور أن الشحن المستمر ضدي أوصل شخصا إلى كتابة 19 صفحة حوارية منتحلا شخص تركي الدخيل ولديه الجلد على أن يجلس ويكتب، وبالتالي لا ينسى أن يأتي على ذكري".
وأكد تركي الحمد في ذات السياق أن تلك الوسيلة ما هي إلا تعبير عن أمنيات بزوال الشخص المعني بالشائعة حين لا يجدون وسيلة، "كرغبتهم في زوال الغرب وهي آلية من آليات الدفاع النفسي".
شائعة جنسية
وكانت شائعة أخرى طالت د.الحمد عبر إحدى المنتديات السعودية منذ ما يقارب الشهرين والتي كتب من خلالها مشترك موضوعا بعنوان "فضيحة تركي الحمد الجنسية" ويعلق د.الحمد لـ"العربية.نت منفعلا: "الأسوأ هي تلك القصة عن فضيحة جنسية حول علاقتي بابنتي ولا أصفها إلا بالقذارة, أن تصل القضية إلى حبك قصة عن أن ينظر الفرد إلى ابنته بهذه الطريقة، فاعتقد انه مرض نفسي وانحراف أخلاقي" مستطردا "الكلمات لا تعبر عن غضبي من تلك الشائعة".
وحول تأثيرها على حياته الشخصية قال: "من يقرأ القصة يعلم أنها مختلقة، ولكني اشعر بالأسى حيث أنني أحاول أن أقدم شيئا للمجتمع ولم اجبر أحدا على اعتناق أفكاري و بإمكانهم الرد عليها بالنقض".
وذكر د.الحمد أنه قام بقراءة الموضوع أثناء تصفحه المنتدى الخاص بالشبكة الليبرالية السعودية حيث أورد أحد الأعضاء موضوعا بعنوان "بلغوا تركي الحمد عن هذا الشخص".
وقال د.الحمد "حين قرأتها ضحكت وحزنت و أسفت، كل تلك الانفعالات اختلطت بداخلي، وتساءلت هل وصلنا إلى هذه الدرجة من القذارة والدناءة".
وبين د.الحمد ضيقه الشديد من تلك الشائعات مؤكدا في ذات الوقت أن الخسارة ستكون من نصيبهم في النهاية. ولكنه تساءل: "إلى متى سنظل نعاني ونتحمل هذا الألم الشنيع، وهل ستطول هذه الفترة الانتقالية؟".
وأنتقد د.الحمد استخدام بعض الفئات ممن يطلقون على أنفسهم "الملتزمون" التكنولوجيا وتطويعها في خدمة التخلف.. "هم لهم حق الوجود ولكن ليس لديهم حق الاحتكار".