قرأت خبرا طريفا مفاده أن الصين قامت بإعدام عشرين ألف دجاجة لإصابتها بمرض إنفلونزا الدجاج , والطرافة بالنسبة لي ليس في الإعدام أو في الدجاج , بل ..
[]
[]
[]
الصينيون شعب بسيط جدا في حياتهم وأكلهم , تذهب المرأة للسوق وتشتري حبة طماطم وربع دجاجة من أجل غداء الأسرة وإن أرادوا عمل ( غدوة ممتازة ) فحبة بطاطا وحبتين جزر وكيلو أو اقل من لحم الكلاب أو القطط المسلوخة
![]()
.. لذا فإن أربع أسر صينية كانت ستأكل دجاجة من تلك الدجاجات المعدومة ومتوسط عدد أفراد الأسرة الصينية هو أربعة أشخاص أي أن ثلاثمائة وعشرين ألف صيني كان سيأكل من تلك الدجاجات الصينية المغلوب على أمرها ..
وفي وجبة الغداء حيث يكون الأرز هو الوجبة الرئيسية والوحيدة لأغلب الصينين فإنك لا تجد أي تبذير أو إسراف
![]()
فلو كل صيني قام بتبذير جرام واحد فقط من الأرز وعدد سكان الصين يصل إلى مليار وثلاثمائة مليون نسمة فإن عدد تلك الجرامات سوف يصبح مليون وثلاثمائة ألف كيلو جرام أي مايعادل ستة وعشرين ألف كيس أرز ( شوال 50 كيلو جرام ) , وهو مايشكل وكال تجارية ضخمة من جرام واحد لكل صيني في وجبة الغداء فقط ..
[]
[]
[]
[]
[]
[]
وكعادة بني يعرب في عمل المقارنات فإن عدد مايبذره العرب البالغ عددهم ثلاثمائة مليون نسمة في وجبة الغداء يفوق مايبذره الصينيون خلال يوم كامل ..
وحتى نكون عربا أصلاء فسوف نواصل المقارنة .. فلو كانت تلك الدجاجات في دولة عربية ما , فإن تلك الحكومة لن تكون قاسية كالحكومة الصينية وتعدم الدجاجات , بل كانت ستترك الشعب يأكل ويرفه عن نفسه فيموت من يموت وتقوم هي بإعدام من بقي على قيد الحياة والذين سيتجاوزون العشرين ألف نفر عربي بسبب إنتشار العدوى ..
[]
[]
[]
في سنة 134 هـ أي بعد قيام دولة بني العباس بعامين وقعت معركة بين العرب المسلمين بقيادة العباسيين هذه المرة الذين يسميهم الصينيون "خي يي تاشي " أي ذوي الملابس السوداء ،وبين الجيوش الصينية وأسفرت المعركة عن هزيمة قاسية للصينيين ونصر كبير للمسلمين وقد خسر الصينيون عددا كبيرا من القتلى والأسرى وبعد هذه المعركة أصبحت السيوف العربية التي تمتاز بالحدة والرهافة موضوعا على كل شفة ولسان في الصين حتى أن شاعرا صينيا هو "دو فو " استعملها في تشبيهاته الشعرية فقال في بيت شعري :حين تكون الحجة مجرد نزوة عابرة تغدو هفوة عاثرة
لا يقاربه في حدته إلا سيوف العرب ..
__________________![]()
حين تكون الحجة مجرد نزوة عابرة تغدو هفوة عاثرة
هبَّ الجنانُ بعشقها عدنُ .. فتملمتْ روحاً بها الوهنُ\ثغرالموانئ قد شعفت جوارحي .. فأنا المتيم بالهوى القمِنُ\وبعثتِ من بين الركام عزيمتي .. و أعدتِ أشيـاءًا لها زمنُ \وصقلت كل خليةٍ في داخلي .. فغدتْ قلوباً ضمَّها البدنُ \قد كنتُ أحظى بالقليل فأنتشي .. وأعودُ صبَّاً هابني الوسـنُ \لكنَّه التسفارُ مزَّق وصلنا .. فمتى تعود لحضنكِ السفن ُ ؟
منقوووول 00