من السلوكيات المخالفة للمنهج التربوي والتي يقع فيها بعض من طلبة مدارسنا وخاصة في المرحلتين المتوسطة والثانوية التغيب عن المدرسة في الاسابيع التي تسبق الاجازات الرسمية فضلا عن الاسابيع التي تسبق الاختبارات النصفية او النهائية على الرغم من وجود تعليمات واضحة وصريحة في هذا الشأن من قبل وزارة التربية والتعليم وذلك بهدف تحقيق ما أمكن لهم من الاهداف التربوية والتعليمية اللازمة لهم والتي عادة ما تتم وفق خطط مدروسة مسبقا وخطة منهجية زمنية محددة لتنفيذها ولكون هذا السلوك المخالف جديرا بالاهتمام والمناقشة فانني ومن باب المصلحة العامة سوف اعرض ومن خلال هذا المنبر الصادق بالمحبة والموضوعية ما اعتقده حلا مناسبا لهذا السلوك المخالف والذي من بين مسبباته مايلي:
1- التهاون وعدم حزم البعض من مسؤولي المدارس في تطبيق اللوائح والتعليمات بخصوص هذا الغياب والمتضمنة حسم درجة او اكثر من درجات المواظبة عن كل يوم يتغيب فيها الطالب عن المدرسة ومضاعفة ذلك في حالة التكرار دونما عذر شرعي مقبول.
2- عدم جدية بعض المعلمين في اعطاء الدروس للطلاب بشكل مستمر حتى اللحظات الأخيرة لبدء الاجازة او بدء الاختبارات عوضا عن ايحاء بعض المعلمين للطلاب بعدم جدوى حضورهم للمدرسة في هذه الفترة التي تسبق الاختبارات حيث تم الانتهاء من شرح الدروس المهمة لهم في حالة قرب هذه الاختبارات أو ان هناك متسعا من الوقت لاستكمال ما تبقى لهم من دروس عند عودتهم في حالة الاجازة الرسمية.
3- عدم اشعار بعض ادارات المدارس اولياء امور الطلاب مع أول يوم يتغيب فيه ابناؤهم عن المدرسة او ان مثل هذه الادارات قد تقوم فعلا بهذا الدور التربوي خير قيام غير انها لا تجد التجاوب المطلوب من قبل بعض أولياء الامور او تعاونهم لتجاوز مثل هذا الغياب غير المبرر او الحد منه على الاقل من اجل مصلحة ابنائهم.
4- انشغال بعض المعلمين في هذه الفترة في بعض المدارس عن اعمالهم الاساسية بأخرى خاصة كاجراءات السفر مثلا او الاستئذان بهدف الراحة في المنزل نتيجة لما قد لحق بهم من تعب أو ارهاق أو سهر طويل من جراء وضعهم لنماذج كثيرة ومتعددة لاسئلة واجوبة المواد الدراسية التي يدرسونها والمحددة بوقت معين لتسليمها لادارة مدارسهم.
5- ضم الفصول المتجانسة لبعضها البعض في بعض المدارس وشعور الطلاب بعدم الفائدة المرجوة من هذه الحصص المضمومة فهي في نظرهم هو مجرد حديث وضياع وقت فقط.
6- تأثر كثير من الطلاب ببعضهم البعض سواء على مستوى المدارس أو على مستوى الاسرة الواحدة او على مستوى الحي او ما شابه ذلك. فالطالب الذي يتغيب عن المدرسة من اسرة واحدة ولا يجد من يحثه على الحضور للمدرسة في مثل هذه الايام او لا يجد رادعا لذلك من قبل اسرته أو المدرسة على حد سواء يجعل من امر الاقتداء به فعلا ميسورا من قبل جميع من يزاملوه أو يصاحبوه، وهو السلوك الذي من المؤكد ان تتسع دائرته لتشمل كثير من طلبة المدارس إذا ما أخذنا بعين الاعتبار سهولة الاتصال فيما بين هؤلاء الطلاب أنفسهم بطرق مباشرة أو عن طريق الهاتف الجوال والذي لا شك ان له دورا كبيرا في حدوث كثير من السلبيات بين الطلاب ومن ذلك هذا الغياب الذي نحن بصدده. أما علاج هذا السلوك المخالف أو الظاهرة ان صح هذا التعبير فأرى ان يتم وفقا للتالي: 1- تطبيق الإجراءات النظامية الواردة في هذا الخصوص ودونما هوادة بحق الطلاب الذين يتغيبون عن المدرسة في مثل هذه الأيام دون عذر مقبول وذلك بالحسم من درجاتهم المحددة للمواظبة مع ضرورة ان يسبق هذا الإجراء توجيه وارشاد عام لكافة طلبة المدرسة بمدى أهمية حضورهم المستمر للمدرسة حتى آخر يوم من الدراسة.
2- لا بد من استمرار كافة المعلمين في اعطاء الدروس لعموم طلبتهم دونما توقف على ان تشتمل هذه الفترة أيضاً على التقويم المستمر بما في ذلك إجراء الاختبارات القصيرة للطلاب ووضع الدرجات المستحقة عليها، مع ضرورة متابعة كل من مدير المدرسة والمشرف التربوي المتابع والمنسق للمدرسة لهذه الخطوة.
3- من الضروري للغاية ان يقوم أولياء الأمور بدورهم التربوي تجاه أبنائهم من الرعاية والتوجيه والمتابعة المستمرة بالإضافة لسؤال المدرسة عنهم اما حضوريا ان أمكن أو عبر الهاتف كتعاون مهم لتحقيق ما يراد لأبنائهم تربويا وتعليميا، فضلا عن عدم الاستجابة لرغبات أبنائهم بخصوص التغيب عن المدرسة بحجة عدم اعطائهم دروس من قبل معلميهم في هذه الفترة أو انهم أي هؤلاء الطلاب سوف يستغلون مثل هذه الأيام التي تسبق الاختبارات في مذاكرة دروسهم استعدادا لهذه الاختبارات داخل منازلهم أو غير ذلك من المبررات الأخرى التي لا فائدة منها سوى ضياع الوقت أو استغلاله فيما ليس له علاقة بواقع الدراسة وتحقق النجاح المنشود.
4- وبالنسبة لوضع الأسئلة وهي مهمة للغاية يفضل ان يكلف بها المعلمين في وقت مبكر من أجل الا تسبب لهم متاعب جمة أو تشغلهم عن مواصلة تدريسهم حتى آخر يوم في الدراسة.
5- وبما ان وسائل الإعلام لها تأثير قوي على كثير من الناس وخاصة المرئية منها فاننا كم نتمنى من القائمين عليها في هذه البلاد المباركة العمل على مشاركة هذا المجتمع فيما يتطلع إليه من تحقيق أهداف تربوية وتعليمية للأبناء الطلاب والطالبات وذلك من خلال تقديم برامج توعوية هادفة لهم فضلا عن تبصيرهم بمدى أهمية الدراسة الأكاديمية والحرص الشديد عليها منذ بداية والعام الدراسي وانه لا تقدم لأي أمة الا بالعلم والمثابرة عليه وغير ذلك من الجوانب التربوية ذات الصلة بالاختبارات كطرق الاستذكار الجيد وعدم السهر الطويل وغيرها مما يهم الطلاب والطالبات في هذا الجانب.. سائلا الله العلي القدير في الختام التوفيق والسداد للجميع والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.