طالما والعشقُ قد تصعّد بصاحبه في سماءات الهوى، وزجَّ بمشاعره في خضمّ الفتنة، فلا عجب إنْ غرّدَ ورجَّعَ وموَّل، وحلُمَ وهامَ وتخيَّل؛ بل لن تستطيع أن تكتبه تيهاً كل قصائد الدنيا، ولن تترجمه طرباً كل أنغامها، ولن يقدر على نطقه حُبَّاً كل صدّاح إذا ما ضمَّ انشطاراته طيفُ الحبيب .
وطالما والعشق كذلك فلا لومَ إن رأيتَ من عشق قد انطوى وانتحبَ وبكى، وأنّ وتوجَّعَ واشتكى؛ فما عساهُ أن يفعل إنْ تضرّمت نيرانُ الإشتياق بصدره وعزَّ عليه إخمادها حين جفاء ! ؟
احمرار الانتشاء......
أهواكِ ياوجهَ البهاءْ ..
أهواكِ يارجْعَ الغناءْ ..
أهواكِ ياشجنَ المواويلِ المعتقةِ العناءْ .
أهواكِ يامَيلَ الرؤوسِ
وياانتشاءاتِ النفـوسِ
ويا ترنُّحَ تمتماتِ الشوقِ في شفةِ الحنينِ
ويااحمرارَ الانتشاءْ .
أهواكِ بعثرةَ السكونِ
وزلزلاتِ الأمنِ ..
بعثرةَ الصفاءْ
أهواكِ قاتلةَ الرجاءِ وكم قتلتِ بعالمي كلَّ الرجاءْ !
أهواكِ ياظماّ الحقيقةِ والقصيدةِ ..
ياجفافاتِ العطاءْ .
أهواكِ , رغمَ الموت ..
تستندُ الخُطى مني عليكِ
ومنكِ أكتنزُ البقاءْ .
...............................
حال مراقبتي المشفقة لنبضِ قلبي الذي ارتهجَ لنبضِ شاعرٍ صدقَنَا البوح واستطاع إن يتوغل بنا في ذواتنا من خلال غوصه في مفردات العشق الأصيلة المؤثرة شِعراً وشعوراً، وألبَسَنَا الحلل الثائرة من ( احمرار انتشاءاته ) . في حالتي تلك تساءلتُ - ونهمي يغريني بمزيد ارتواء - ماذا لو أجاد العشّاق كلهم فنَّ التعبير عن حقيقة عشقهم ؟ وماذا لو اهتدوا إلى تفسير خلجاتهم وتوصيف هواهم كــ( الحسن المكرمي ) ؟
سيدي الحسن
لا أملك سواها - القُبلة -
كله منقول ..أن شاء الله يعجبكم