جلسة سمر تسترجع قصة «قابيل وهابيل » تحت الكوبري
لم تشفع الأيام الخوالي التي اقتسمها الصديقان في إطالة حبل الود بينهما.. وبينما كان الموعد لاسترجاع الذكريات حضر الشيطان لينهي قصة صديقين في ليلة سمر. بدأت القصة بعد غروب الشمس وما أن أرخى الليل رداءه، وأخذت الطرق تخلو من المارة حتى تقابل الصديقان على قارعة الطريق وبهمسات مسموعة قررا تمضية الليل سويا، وبالفعل تقابل الصديقان قرابة منتصف الليل وذهبا سويا حتى كبري (اشيق) في مركز تندحة بمحافظة خميس مشيط حيث الهدوء والظلام، واخذ كل منهما في سرد القصص، ليأخذ الحديث طابعا من الخيال، عندها استسلما للشيطان الذي استطاع ان يغرس انفاسه بينهما، ليدب الشجار بين الرفيقين وما هي الا لحظات حتى تحول الأمر الى عراك، واصبح الصديقان في غمرة تسليمها انفسهما للشيطان اعداء وسول الشيطان لاحدهما قتل صديقه، ووسوس له دهسه بالسيارة التى نقلتهما الى موقع السمر.
تنفيذ الجريمة
استطاع الجاني ان يركب سيارته من نوع دينا، فيما صديقه ما زال جالسا على ذلك الفراش الذي شهد قبل قليل لحظات المسامرة، وفي لحظات كان الصديق جثة اسفل اطارات السيارة، وحتى يتم التأكد من النهاية كرر الصديق الدهس مرارا وتكرارا ليشفي غليله وينهي حياة صديقه.
وبعدما تأكد الجاني من أن صديقه فارق الحياة أخذ الشيطان يدله على كيفية اخفاء الجثة ومعالم الجريمة، فتبادر الى ذهنه تحميل الجثة الى حوض (الدينا) والذهاب بها الى سد (تندحة) والقائها في مياه السد، ليهرب من الموقع.
وحرصا من الجاني على إخفاء الجريمة فضل تجريد القتيل من ملابسه حتى يوهم من ينتشلون الجثة أن الأمر مجرد حالة غرق في مياه السد.
ولم يلق الجاني بالا بما فعل، وبعد ان استرد وعيه استقل سيارته الصغيرة وسافر بها كالعادة لشراء كميات من الحبحب من محافظة وادي الدواسر، وفي ذلك الوقت فاح خبر الجثة التي عثر عليها متنزهون طافية على ضفاف السد، وعلى الفور هرعت الجهات الأمنية الى الموقع وقام الدفاع المدني بانتشال الجثة.
خيوط القاتل
أخذت الاجهزة الامنية والادلة الجنائية في تمشيط الموقع في محاولة للعثور على اى دلائل او قرائن تقود الى الجاني وكشف غموض القضية، ومع تعقدها الا ان كفاءة رجال الادلة الجنائية وبمتابعة من مدير شرطة منطقة عسير اللواء على بن خليل الحازمي تمكنت من حصر الآثار في الموقع من ضمنها أثر قدم على مقربة من مياه السد، عندها اوضح التقرير الاولي للطبيب الشرعي ان الجثة مضى عليها داخل مياه السد قرابة 24 ساعة وانها تعرضت لعدد من الكدمات والضربات والتى ادت الى الوفاة.. فيما لم تتضح بعد نتائج تحاليل الدم.
وبعد مرور 18 ساعة على العثور على الجثة تمكنت الجهات الامنية بمنطقة عسير من تحديد هوية شخص مشتبه به، لتبدأ عمليات التعقب، فيما كان المتهم في رحلة تجارة الحبحب حيث استأجر غرفة للاختباء فيها ومراقبة تطورات الامور غير ان رجال البحث والتحري داهموا الموقع وتم القبض على القاتل.
اعترافات القاتل
نقل القاتل الى شرطة مركز تندحة التى تولت عمليات التحري والتحقيقات، ليفجر المفاجأة ويعترف ان الخلاف وراء ارتكابه جريمته في لحظة سيطر فيها الشيطان وسول له قتل صديقه.
متابعة أمنية
أكد مدير شرطة منطقة عسير اللواء علي بن خليل الحازمي ان متابعة امير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، ومدير الامن العام الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني، والتوجيهات المستمرة كان لها أكبر الاثر في القبض على القاتل، واوضح الحازمي ان رجال الامن في المنطقة سوف يتصدون لكل من يحاول العبث بأمن الوطن والمواطن.
واوضح الناطق الاعلامي لشرطة منطقة عسير العقيد عبدالله بن عايض القرني ان توجهات مدير شرطة منطقة عسير حول تشكيل فريق عمل متكامل للعمل على فك خيوط القضية كان له اكبر الاثر في تحليل القضية والقبض على القاتل.
وقال ان القاتل اعترف بجريمته وقيامه بدهس صديقه اكثر من مرة ثم القائه في السد على انها حادثة غرق لاخفاء الجريمة، غير ان رجال الامن تمكنوا من القبض على القاتل في اقل من 24 ساعة في احدى الاستراحات في غرفة كان يخلد فيها للنوم، مشيرا الى ان القاتل صدق اقواله شرعا وتم التحفظ على اداة الجريمة.. السيارة (الدينا).