جـَنَّ الليلُ وألبسَ السماء بعبائته السوداء
وعاد جميع من خرجوا لجمع قوتهم في ذلك اليوم
حاملين ماقد كُتِب لهم
وأرخى الصمت جفونه بعد رحلةٍ من الضوضاء..
وها أنا ذا مُلقِيَاً نظرتي الأخيرة عليها
مودعاً لها كما هو الحال عند غروب شمس
كل لقاءٍ يجمعني وإيَّاها
نظرتُ إليها وأمعنت النظر..فإبتسَمَتْ
وكان لسان حالها قائلاً بأنها قد عَرَفَتْ ما أُخفيه
خلف أستار النظر..نـَـمْ وسأوقظك عند بزوغِ الفجر..
حينها أطلقت العنان لجفوني
وإنطلقت وقاربي الصغير مجدفاً في بحرِ أحلامي
أبحرتُ بوسط عبابه.. فبدى وكأنه غير مستقر
فتارةً أجدُه في مـَـدٍ..وأخـرى يغلب على مـَـدِه الجزر..
ضلَلّتُ مبحراً نحو شاطئ أحلامي حتى وجدتني قد رسوت به
فإستيقضتُ فَزِعَاً .. فلقد تأخرت عن موعد الوصول
فمددتُ نحوها البصر.. لأجدها واقفة دونما حِرَاكْ
كما كانت عند وداع البارحة لم تخطُوَ أيُّ خطوة..فلقد شُلَّتْ حَرَكَتُها
سُلِبَتْ منها.. وَكُنتُ أنا المُتَهَمُ في ذلك..بِحُجَة أني لَمْ أُعِدْ شَحنَ ( بطاريتها )
فلقد أهملتها حتى أصبحت لاتقوى الحراكْ...!!
تــكــفـيـنـي الـذكـرى
مستوحاه من ساعة جرس..
كُنتُ أمتلكها