الاحتباس الحراري يهدد بتغيرات مناخية وكوارث بينية قاتلة الأرض .. في خطر!
عبدالباقي خليفة


توقع خبراء دوليون في تقرير نُشِر مؤخراً حول آثار التغيرات المناخية حدوث موجات من الفيضانات والجفاف والتصحر والعواصف وانقراض ما بين 20 إلى 30% من السلالات الحيوانية والنباتية مع اقتراب نهاية القرن الحالي، إذا لم يتم التصدي لظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وأكد الخبراء في التقرير، الذي يقع في 1400 صفحة، أن الآثار الأكثر سلبية ستضرب الدول النامية والفقيرة خاصة في "إفريقيا" و"آسيا"، رغم أن هذه الدول ليست المسؤولة عن تزايد الانبعاث الحراري الذي سيسبب ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، وإنما الغرب ولاسيما "الولايات المتحدة" و"أستراليا" اللتان ترفضان التوقيع على "معاهدة كيوتو".ويعتقد الخبراء أنه بحلول عام 2080م ستزداد أزمة البيئة حدة، وسيعاني 3.2 مليار شخص من نقص حاد في المياه، كما سيعاني 600 مليون شخص من المجاعة.. ومن جانب آخر، سيؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى غرق المناطق الساحلية والمنخفضة وتعرض مئات الملايين من الأشخاص للفيضانات نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات بسبب ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي، أما المناطق الأكثر تضرراً فستكون المناطق الساحلية التي تتزايد فيها الكثافة السكانية، خاصة في دلتا غرب إفريقيا وآسيا والميسيسيبي.


الملوّث الأول عالمياً


وكان "ستافروس ديماس" قد وجه في أبريل 2007م انتقاداً حاداً للولايات المتحدة الأمريكية، واصفاً إياها ب"الملوث الأول للبيئة في العالم"، وجاء هذا الانتقاد خلال مشاركة "ديماس" في المؤتمر الدولي لبحث آثار ارتفاع درجة حرارة الأرض الذي انعقد في بروكسل، حيث أشار إلى الأضرار التي تحدثها النشاطات الصناعية لأستراليا أيضاً باعتبارها ثاني دولة صناعية بعد الولايات المتحدة لم توقع على "معاهدة كيوتو" لمكافحة التغيرات المناخية.
ودعا المفوض الأوروبي باقي الدول الصناعية في العالم إلى أن تحذو حذو الاتحاد الأوروبي، الذي تعهد بتخفيض نسبة الانبعاث الحراري المسببة لارتفاع درجة حرارة الجو بنسبة 20% بحلول عام 2020م، لترتفع إلى 30% بحلول عام 2050م.. كما وجّه "ديماس" نداءً خاصاً للولايات المتحدة التي تتسبب في أكبر نسبة من غاز ثاني أكسيد الكربون في العالم، وقال: "على المعنيين هناك تحمل مسؤولياتهم في خفض نسبة الانبعاث الحراري، والمساهمة في مكافحة التغيرات المناخية".
وانتقد "ديماس" الموقف الأوروبي الذي لا يساعد على التوصل إلى توافق دولي، للحد من انبعاث الغاز الذي يسبّب ارتفاع درجة حرارة الجو، وحذر من مغبة تزايد هذا الانبعاث بمعدل 60% عما كان عليه عام 1990م إذا لم يتم التحرك بسرعة.. كما أعرب عن أمله بأن تتراجع واشنطن عن موقفها السلبي في هذا الصدد، وأن تتجاوب مع المفاوضات الدولية من أجل خفض نسبة الانبعاث الحراري في العالم.
وفي مارس الماضي وفي إطار توجه الاتحاد الأوروبي إلى زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة أصدرت المفوضية الأوروبية خريطة جديدة بالأماكن الغنية بالطاقة الشمسية في مختلف أنحاء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي تستخدم الخلايا الضوئية في تحويل ضوء الشمس إلى كهرباء.. وتشير الخريطة إلى إمكانية توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بمقدار الضعف في الدول الواقعة جنوب القارة مثل: "مالطا" و"جنوب إسبانيا" مقارنة بالمناطق الشمالية في "أسكتلندا" والدول الإسكندنافية.
وكان الزعماء الأوروبيون قد أوكلوا للمفوضية الأوروبية مهمة العمل من أجل تعزيز الاعتماد على مصادر طاقة متجددة تؤمن 20% من إجمالي الاستهلاك الأوروبي بحلول عام 2020م.
مجلة المجتمع العدد1813