بائعة الفحم
لاذتْ إلى فئ لكي يحميها
فالشمس تحرق , راسها ,ويديها
والقيظ يزفرُ بالجحيمِ , ويغتلي
ولظى الرمال حرارةُ تكويها
*************
حرُّ الظهيرة من يُطيقُ سعيره
لكن للحاجات ما يُذكيها
ولكل إنسانٍ دوافعُ بغيةٍ
أو غايةٍ يسعى لكي يقضيها
***************
والنفس تطمع بالمزيد من الغنى
لو أنها قنعت بما يكفيها
والرزقُ ما بين الأنامِ مقسمُ
ولكلِ نفس قسمة ترضيها
تقسوا الحياة ُ على الضعيف وماله
من حيلةٍ كيما يؤملُ فيها
****************
عيشُ الفقيرِ مذلّة , ومرارةُ
لو كان صفرَالكف أو خاويها
جلست وأكوام "الجريد " تحوطُها
و"الشوبُ" مسكوبُ على كفيها
وبوجهها آ ثار كلِّ مُلِمّةً
والحزن محفور على خديها
شمطاءُ غائرة العيون نحيلةُ
ويكاد لونُ الفحم أن يُخفيها
قد أثقلتها هموم زمانها
ما راح يُشقيها , وما يُشجيها
وبرغمِ ما تلقى تظل عزيزةً
تُخفي مرارتها ولا تُبديها
وتظل صابرة الفؤاد رصينةً
لاتشتكي إلا إلى باريها
**************
وترى سؤال الناس فيه بعض مذلةٍ
هذا يظنّ ، وآخرُ يعطيها
ماكان مقصدها الثراء .. وإنما
صونُ الكرامةِ مكسبُ يُرضيها
لاشئ تملك غيرُ ما وفدت به
للسوق هل كسب يدرُّ عليها
حملتْ إلى سوق الربوع بضاعةً
ممجوجة.. لِتسد جوع بنيها
عرضت بضاعتها ، وأيُّ بضاعة
عرضت وهل في الناس من يشريها
ترنوا إلى الحلم البعيدِ بنظرةٍ
مشبوية ، والدمع ُ في عينيها
*****************
هي فاقة الأنسان حين يهدّه
فقر ، وغارات الزمان عليها
يمضي النهار ولم تزل مصلوبة
والشمس يالله كم تؤذيها
قنعت من العيش اليسير بكسرةٍ
من خبزةٍ ، وبشربةِ ترويها
وعباءةٍ مشقوقةٍ ، و"بكرتةٍ "
خضراء كاد الدهرُ أن يُبليها
ساءلتها ماذا لديك ؟! فجاَوبت
بِعبارةٍ شاخت على شفتيها
لاشئ عندي غير فحمٍ خامدٍ
"وجِرار " (شوبٍ ) فرّ لا تكفيها
******************
فابتعت منها ما أُ ريد كفايتي
وبأرخص الأثمان لا غاليها
وتركتها لما انصرفت وحيدةً
والحزنُ يُفريني كما يُفريها
ولها سألت الله مجتهداً بأن
بالخير ، والأحسان أن يجزيها
هي قصة تُروى وفي طيّاتها
ما راح يُدمي العين ، أو يُبكيها
شعر الأستاذ/ محمد بن جبريل العكام
جازان- البديع والقرفي