بالرغم من التقدم التكنولوجي في عصرنا هذا إلا ان هذه المرأة السعودية التي لا تجيد القراة أو الكتابة استطاعت أن تصبح من كبار المليونيرات نظرا لطموحها وقوة إصرارها في تحقيق هدفها الذي وضعته نصب أعينها.
المواطنة السعودية " حصة العبد الله " تبلغ من العمر 50 عاما والتي تعتبر نموذج مشرفا يحتذي به بدأت نشاطها في تجارة العقارات منذ أن توفي أبيها وهي في الخامسة عشر من العمر , وقد ترك لها الوالد في ذلك الوقت منزلين من المنازل الشعبية , فكرت حصة في وسيلة أمنة لأسرتها تحرز لها دخلا وفيرا ومستمرا.
وتواصل حصة حديثها قائلة بان الضعف أحيانا والمتاعب قد تجعل المرء يتحدي الواقع وتولد لدية العزيمة والقوة في البلوغ إلي مبتغاة " أشارت حصة إلي أنها جابهت صعوبات مثل صغر سنها و وفاة والدها بالإضافة إلي شأنها الاقتصادي في ذلك الوقت كان غير ملائم لكي تدخل مجال التجارة العقارية وفي نفس الوقت ليس لها وظيفة نظرا لعدم حصولها علي أية مؤهلات دراسية.
لم تيأس حصة وبدأت مشوارها بتأجير المنزلين اللذان حصلت عليهما بالإرث إثر وفاه أبيها .ونهضت باستثمار قيمة الإيجارات في شراء عمارات أخري لكي تؤجرها حتى توسعت تجارتها لتصبح شبة إمبراطورية عقارية تتمحور في مختلف أحياء الرياض ومكة والمدينة المنورة , هذه العقارات تحرز لها ملايين الريالات .
ونظرا لعدم معرفتها بالكتابة أو القراة لا تتعامل مع البنوك ولا الشيكات , حيث تقوم بإبرام صفقاتها بمفردها وبدون تدخل طرف وسيط , وتقوم حصة باعتماد الأوراق الخاصة عن طريق البصمة حتى يومنا هذا.
حصة تتمتع بالذكاء والفراسة عند اتخاذ أي قرار حيث تقول المليونيرة السعودية في حوار اجري لها مع صحيفة الحياة " الطبعة السعودية " أنها تعتمد علي الفراسة او الضمير أثناء أي عمل تجاري تقدم عليه . وفي نفس الوقت تتجه بنفسها إلي العقار الذي تريد شرائه وتقوم بمعاينته بنفسها وبنظرة ثاقبة ومتأنية.
وفي عصر أصبحت فيه المعاملات تتم بالورقة والقلم لم تواجه حصة علي مدار أربعين عاما أي صعوبات أثناء الشراء أو البيع ولم يحدث أنها ندمت ذات يوم علي شراء عقار معين.
وتقول المليونيرة السعودية بأنها تفضل التعامل مع الأجانب نظرا لالتزامهم بالدفع وخاصة في التأجير , وتشير بأنها تفضل العقارات التي تحوي أكثر من محل لأنها ستدر عليها أرباحا أكثر.
وتعمل السيدة حصة بصمت فهي لا تحب التجمهرات الاقتصادية وتبتعد عن الصيت والأضواء , وتفصل بين عملها ومنزلها وتجتهد في عدم إرجاء أي أعمال تجارية لها لوقت لاحق.
أما عن ثقتها بمن حولها فحصة لا تؤامن أي شخص سوي واحد مهمته إنهاء معاملاتها التجارية ولا يملك توكيل عنها , لأنها تمثل نفسها بنفسها.