خبراء اقتصاديون يحذرون: ضربة قوية متوقعة لأسواق المال الخليجية
أخبار الخليج البحرينية الجمعة 19 سبتمبر 2008 4:51 م
ستكون الأكثر تأثرا بالانهيارات الحادة بالأسواق الأمريكية
حذر اقتصاديون بحرينيون من أن أسواق الأوراق المالية في منطقة الخليج سوف تتلقى ضربة قوية جراء إشهار عدد من المؤسسات المالية الهامة أو التراجع عن إشهار إفلاسها، مشيرين الى أن الهدوء النسبي الذي ساد أسواق المنطقة أمس، لن يتعدى كونه مجرد هدوء مؤقت، حيث من المتوقع أن (تستورد) أسواق المال الخليجية حالة الانهيارات الحادة التي حدثت في الأسواق الأمريكية والأوروببية والآسيوية، كما أن من المتوقع أن تكون أسواق المال الخليجية أكثرها تأثرا بهذه الانهيارات. وقالوا: إن مليارات الدولارات التي ضخها المصرف المركزي في أمريكا، وبعض المصارف المركزية في أوروبا وآسيا، لم تكن مقنعة للمستثمرين في تلك البورصات، حيث تشهد أسواق الأوراق المالية
العالمية تحفظات شديدة من قبل المستثمرين تؤدي إلى تراجع أسهم الشركات الرابحة المدرجة في تلك الأسواق، كما تشهد الأسواق حالة من التسييل الجماعي للأسهم، فيما بدأ بعض كبار المستثمرين الأجانب في الخليج بتنفيذ حركة تسييل قوية لأسهمهم بغرض تغطية مراكز مدينة للأسهم الجيدة في البورصات الأجنبية، وهو ما سوف يؤدي إلى سحب استثمارات تقدر بعدد من المليارات من دول الخليج.
وقالوا: على الرغم من ذلك، فإن سوق البحرين للأوراق المالية كان ومازال أكثر البورصات الخليجية تماسكا، حيث لم تشهد البورصة سوى تراجعات طفيفة جدا، باستثناء اليوم الأول من بداية انهيار الأسواق العالمية، وعزوا ذلك إلى نضوج البورصة وانعدام حالات المضاربة واعتماد المستثمرين على الاستثمارات متوسطة وطويلة الأمد.
وأشاروا إلى أن تلك الخاصية هي التي لجمت من تراجعات السوق البحريني، لتؤكد مرة أخرى ومن خلال التجارب أنه السوق الأكثر خبرة مقارنة مع أسواق المنطقة، لافتين الأضواء إلى عنصر الأمان الذي يعتبر خلال الوقت الراهن أكثر العناصر المطلوبة، ولاسيما تزعزع ثقة المستثمر الخليجي فيما يتعلق باضطرابات السوق. وعلى الرغم من التراجعات الخليجية الكبيرة التي منيت بها الشركات والمؤسسات المالية المدرجة وتوقعات الخبراء بخسائر مضاعفة خلال الأسابيع القليلة القادمة، فإنهم أكدوا في حديث خاص لهم مع «أخبار الخليج« أن الخسائر في دول المنظومة هي أقل منها في باقي دول العالم بسبب السيولة الكبيرة التي تتمتع بها المنطقة. وأكدوا أن تبعات الإفلاسات المالية الأمريكية على أسواق المال لم تبدأ بعد، مشددين من جانب آخر على أهمية تأكيد وحرص مصرف البحرين المركزي على مبدأ الشفافية والاهتمام باستعراض البيانات في وقتها.
من جانبه أشار الخبير في شئون أوراق المال والمصارف السيد عبداللطيف جناحي إلى التراجع الطفيف في سوق البحرين للأوراق المالية على اعتبار اعتماده استراتيجية مختلفة عن باقي أسواق دول المنظومة، إذ تحتفظ السوق المحلية بمستثمرين محافظين وعوائد بعيدة ومتوسطة المدى. وقال: لا يعتبر سوق البحرين معيارا لما يحدث من انهيارات في أسواق عالمية وإقليمية بسبب خصوصيته، إلا أنه على الرغم من صلابة وتماسك السوق المحلي، فإنه بلا شك غير منفصل عن الأحداث في العالم، إذ يتأثر ولكن بنسب أقل بكثير.
وأضاف أنه يجب أن يمارس المستثمرون الحذر في التعامل مع الأسهم خلال الوقت الحالي، خصوصا ما تمثله خطورة الانهيارات في النظام المصرفي الأمريكي الذي يرتبط بصورة أو بأخرى بالمؤسسات المالية في العالم والخليج والبحرين أيضا. وذلك الترابط المعروف بين الاقتصاديات العالمية يؤكد بالفعل نظرية تأثر كبير في أسواق المال الخليجية والمحلية، مؤكدا من ذلك المنطلق أن التراجعات القادمة أكثر بكثير من تلك الماضية.
وأشار إلى أن كثيرا من المؤسسات المالية المدرجة في البورصات الخليجية كسرت بالفعل نقطة المقاومة التي تتعدل فيها أسعارها بعد الوصول إليها وتراجعت أسعار بعض الشركات بنسب وصلت إلى 40%، وهو مؤشر يدل دلالات قاطعة على هذا التوجه. وشدد على أهمية اتخاذ مصرف البحرين المركزي موقف يؤكد مبدأ الشفافية والإفصاح عن المعلومات في وقتها، مساندة للموقف. وأشاد الخبير المالي عمران الموسوي بسوق البحرين المالي الذي اثبت عن جدارة تماسكه مقارنة مع الانهيارات الخليجية، الأمر الذي يشير إلى أن سوق البحرين هو بالفعل سوق ناضج وقوي على الرغم من محدوديته ومحدودية الأرباح فيه.
وأشار إلى أن سوق البحرين يمتلك أكثر العناصر والمقومات رغبة اليوم، والذي يتمثل في عنصر الأمان الذي تفتقده اليوم غالبية الأسواق إن لم تكن جميعها، متحدثا عن العقلية الاستثمارية الحديثة التي ترغب فقط في الربح السريع. وعلى الرغم من الاستقلال النسبي لأسواق الخليج المالية عن أسواق دول العالم، فإن التأثيرات العالمية وخطورة الانهيارات الأمريكية بدءا بالرهن العقاري وانتهاء بالائتمان المصرفي والتأمين، لابد أن تؤثر فعليا على أداء الشركات وفي التداولات، ولاسيما ضخامة تلك الاستثمارات العالمية وارتباط كثير من شركات المنطقة بتلك العالمية.
وأشار إلى سوداوية المؤشرات التي تؤكد بالفعل أن ما هو قادم هو بالفعل أسوأ من التراجعات الماضية، موضحا أنه من التجارب الماضية فإن التأثيرات السلبية لم تستفحل بعد. وقال: إن ما يراه الشخص العادي من تراجعات وارتفاعات في أسواق المال هي ليست بالفعل الصورة الحقيقية لما يحدث، إذ يرى الخبراء ما وراء ذلك، مضيفا أن الخطط الاستثمارية للشركات المالية العملاقة أثبتت فشلها والدليل هو إفلاسها ونحن بذلك نكون قد دخلنا مرحلة الركود في الأسواق على الرغم من أننا لم نعلنه حتى الآن
![]()