الفراغ والبطالة
مع مرور الزمن , وتقلبات الحياة , والسير في دوامة الحياة اليومية , نرى كل يوم العجب العجاب , منه ما يُحزن , ومنها ما يُفرح , ومنها ما يذهلك , ومنها ما تقف متعجباً منه .. من تلك الأمور البطالة والفراغ الذي يجده الشخص العاطل .. أمام تلك القضية هل أحزن , هل أبكي , هل أذهل , فالوضع قد تأزم وأصبح الشخص يشعر بالعجز , وفقد الأمل .

ونحن كل يوم نرى الإحصائيات تزداد وأصبحت البطالة تنتشر في المجتمع .. هل بحثنا عن الأسباب والعلاج أم كان كل التركيز على جمع الإحصائيات .. لأجل ماذا الإحصائيات , هل للتباهي بها , أم إعلانها أمام الملأ ..

ونحن ندرك تماماً بأن الأسباب منها ما يعود للشخص نفسه ومنها ما يعود للجهات المسئولة ..


نحتاج إلى إعادة النظر والتركيز جيداً , حتى لا تضيع مواهب وتموت الموهبة . وينحرف صاحبها ..

وأخشى أن يتحول الأمر إلى كارثة يصعب علاجها ونقف عاجزين أما مها .

فالعمل ليس عيب أي مكان وأي زمان ما لم يكن حراماً .. . في أي مجال .. لا يقف الشخص وينتظر حتى يأتيه الفرج من الله .. ابحث واعمل وستفح لك أبواب الخير وأبواب الرزق .

سنقضي على البطالة إذا تكاتفنا وعملنا بجد وإلا ... ؟

على الرغم من وجهات النظر التي تختلف حول أسباب البطالة ومن يتحمل المسؤولية وكل شخص يتحدث من وجهة نظر صحيحة , أو أن أحد الأفراد يراها من زاوية والآخر يراها من زاوية أخرى وكلها تدور حول القضية نفسها , والكل يتفق على أن البطالة هاجس يراود الشباب , حتى أصبح اليأس والتحطم الداخلي يطغى على خطة المستقبل , وتغير من ملاح تلك الخريطة المرسومة .

هناك نقاط مهمة وذات صلة وثيقة , يجب أن نشير , وهي

النقطة الأولى : أهمية نشر الوعي سواء بالنسبة للجهات المسئولة أو للأفراد , والعمل بجد , والبعد المجاملات كي يدرك الجميع دوره وما الواجب عليه أن يفعله . حتى إذا ساد الوعي حينها نكون قد علقنا رأس البطالة في حبل المشنقة , وساهم الجميع في القضاء عليها .

النقطة الثانية : التساهل وعدم المبالاة والأخطاء التي ترتكب وعدم تحكيم الضمير ,وأنها تسهم في دمار المجتمع وتوصله إلى طريق الهاوية , تلك الأخطاء في الظاهر إن أوصلت شخصاً إلى القمة إلا أنها في الحقيقة أوصلت المجتمع إلى الهاوية .

النقطة الثالثة : الفرق بين التقيد بالوظيفة والأعمال الحرة . فالأعمال الحرة الكل يستطيع القيام بها وتحتاج إلى الصبر والعمل بجد , وليس شرطاً أن تبدأ الأعمال الحرة بشيء كبير , وإنما تبدأ بأشياء صغيرة ثم تنمو حتى تصل إلى مشاريع كبيرة .

ـــــــــــــــــــــــــــ



مجرد إنسان

8 / 5 / 1429 هـ