جامحة أنت كفرسي التي تعدو في خيالي
منذ أن كان الخيال أنتِ !
وأنا طفل صغير كنت أرنو للقمر وأحلم بوجه مثله
وها هو بين يدي , ما أشد بهاءه !
يكاد يقطر ندى ووضاءة وإشراقا .
تلك الإغفاءة القصيرة بين أحضانك
هي أحلامي كلها بين أنثى وحب وقمر !
عندما وقفتُ أحتضنك غبت أنا في اللاوعي
وأحسست عندها أني أمام جنة أخرى
خلقتها أنوثتك وغرقت أنت في طوفان من الغرام اللذيذ
وذابت الدنيا بأسرها
***
أوووه يا لتلك الرائحة التي يحف بها قرطك
كأنها رشّة من عطر كليوبترا تضوع !
والغزاة حولها قد سكروا على البلاط موصدين
لكم تدهشني تلك الخدود اليانعة
وددت أن أتوسدها ليل نهار !
هل أقول إن هذه الهنيهات هي سحر العمر وذروة الحب ؟
كان حضنك أدفأ من عناق عصفورين
وأرق من صفاء وجه كله حسن
وحلما تمنيت أن أعيش واقفا مصلوبا لأجله
ويداك زنار سرمدي يطوقني لآخر العمر .
إنني لم أكن في وعيي
وأنا أنظر بلهفة لكل الكروم التي تتبعك
وتتبختر روحك في كل زواياها
فهل أنا قبّلتُك ساعتها ؟
لا أتذكر إلا تلك الأيادي التي امتدتْ لي
فقبّلتُ أطرافها ومن ثم غبت عن عالمي!
***
حدثيني أنت ماذا جرى ؟
كمثل من تجاوز الصحراء
و أشرف على حقل موشى بالورود
تحفه وشوشات طروب وأصوات المياه
عالم من الدهشة والحياة أنت !!
أتناسى روحي فيه فأطير وأحلق حتى لا تبقى إلا روح .
ماذا أتى بك في طريقي ؟
لماذا قلبت الطاولة ؟
ومزقت كل أوراقي ؟
وأعدت لعبة الحياة من جديد ؟
كم أنا أحتاج لعمر آخر !
كي أهيم في تلالك النائمة فجرا
وسلالك المثقلة زهرا
و في قمر بوجهك أحلى من القمر .
***
عالم من الأنوثة أنت تترنح فيه ذاكرتي وذكرياتي
سأنقش عليها توقيعاتي بفمي وشفاهي
فإن أبت الظروف فبسيفي ورمحي وخيلي !
أنت قدري الروحي
سأتحمل تبعاته وثوابه وعقابه
أمام من يخلق الأقدار !
أعترف بعجزي في وصفك ساعتها !
فالماء لا يوصف واللغة مشنوقة أمامك خرساء
كمثلي عندما خشعت مهللا جاثيا في حرم الجمال والكمال !
فيا نزقي ويا نفسي لآخر العمر
تحرسك عيناي حتى آخر العمر !