القصيدة إهداء للجميع .. ولكل من يعرف الشعر ويتذوقه .

لاتظلم نفسك تقرأ وتخرج .. ( ضع ردك حتى لو لم تعجبك ) قل مافي نفسك
..


أحمامة الوادي بشرقي الغضـا = مالي أراك حزينـة لا تهجـعِ
حزني كحزنك لا يزال صبابـة = إن كنت مسعفة الكئيب فأرجـعِ
إنا تقاسمنـا الغضـا فغصونـه = في راحتيك وجمره في أضلـعِ
فترنمي وتغن غنـي وتغزلـي = فوق الغصون وجاوبيني واسجعِ
إن كان حزنك من فراق فإننـي = فارقت من أهوى فطيبي واقنـعِ
فارقتهم والدمع يجـري سائـلا ً = حتى غدا طرفي قريح المدمـعِ
رحلوا وسار البين يحدوا عيسهم = وتباعدوا حتـى تباعـد مطمـعِ
وتملكوا قلبي وسـاروا بعدمـا = أن حرموا وصلي وحلوا أدمعِ
يا ليتهم جادوا بطيف في الدجى = عند الهجوع يعودني في مضجعِ
فلعل يطفئ بعض نيران الجوى = ولعل يطفـئ لوعتـي وتوجـعِ
فهو الطبيب إذا أتانـي زائـراً = يا حب من ذا زائـري ومولـعِ
لولا الهوى ما حملوا ريح الصبا = شوقاً إلى أهل النقى والمربـعِ
ما هبت الأرياح مـن أطلالهـم = أو لاح برق نحو ذاك المربـعِ
ألا بكت عيني دموعـاً مـن دم = كحسام عبدالله يـوم المصـرعِ
نسل ابن عون من سلالة هاشـم = من نجمه فوق النجـوم الطلـعِ
بطل تخر له الأسود خواضعـاً = فتراهـم كالساجديـن الـركـعِ
وترى المنايا تحت ظـل لوائـه = والموت يقذفها بكـأس مجـرعِ
عند ازدحام الصافنات وكرّهـا = وصدامها وجماحهـا بالأربـعِ
وسيوفه ورماحه يـوم الوغـى = ضرباً تشيب له رؤوس الرضعِ
إن غاب غاب الغيث من أوطاننا = وإذا أتى في أرضنا لـم تقطـعِ
فمتى تـراه ضاحكـاً متبسمـاً = ضحك الزمان وقام فخراً يـدعِ
أيامه غراً وقـد فاقـت علـى = ايام كسـرى والرشيـد وتبـعِ
فهو الذي تبقـى مناقبـه إلـى = يوم النشور وذكره لـم يقطـعِ
خذهـا إليـك خليـدة عربيـة = من محض طبع لم يكن بتطبـع
دامت لك الأيـام فـي إقبالهـا = ويدوم أمرك دائماً في الأجمـعِ


الشاعر : بديوي الوقداني ..