مواطن يتهم السفارة في بكين بتأخير أمر سامٍ لعلاج شقيقه
حمّل المواطن ناصر السبيعي سفارة السعودية في العاصمة الصينية بكين مسؤولية عدم إعلامه بالأمر السامي لاستكمال علاج شقيقه على حساب الدولة، ما دفعه إلى العودة إلى أرض الوطن من دون أن يتم ما بدأه في الصين. لكن السفارة أكدت أن خطاب وزارة الصحة بعلاج المريض وصلها بعد رجوعه إلى السعودية.
وأكد السبيعي أنه لم يعلم شيئاً عن الأمر السامي حتى عاد وشقيقه إلى السعودية بتاريخ 28 /1428/12هـ، فيما يحمل الأمر السامي تاريخ 1428/11/11هـ. وتساءل: «هل خبأت السفارة السعودية في بكين الأمر السامي بالعلاج؟ إذ ان عودتي إلى السعودية كانت بعد أكثر من شهر ونصف الشهر من صدور الأمر السامي بعلاج أخي محمد على نفقة الدولة»، مشيراً إلى أنه اكتفى بإجراء جراحة واحدة لشقيقه في رأسه لعدم إمكان تحمل تكاليف العلاج.
وتشير الأوراق الرسمية إلى أن المدير العام للهيئات الطبية والمكاتب الصحية في الخارج الدكتور فهد السديري أرسل برقية إلى السفارة السعودية في بكين بتاريخ 21-11-1428هـ، يشير فيها إلى أمر سام بعلاج محمد على نفقة الدولة ويطلب تقريراً طبياً عن حالة المريض لإكمال اللازم، ليجيبه رئيس القسم القنصلي ماجد الشمري ببرقية بعد يومين تتضمن إرساله التقرير الطبي المطلوب عن حالة المريض محمد وتكلفة علاجه التي قدرها بـ «42850 دولار أميركي» ويطلب فيها الإفادة عن إمكان صرف هذا المبلغ للمريض من عدمه.
وروى ناصر قصة ذهابه بأخيه إلى بكين: «بعد عجزي عن معالجة شقيقي على حساب الدولة هنا، قررت أن أسافر به إلى الصين عن طريق أحد المكاتب في الكويت المتخصصة في علاج المرضى في الخارج لأنه كان في غيبوبة إثر تعرضه لحادثة مرورية أدت إلى حدوث نزيف وتهتك أنسجة المخ، وهناك فوجئت بأن الخدمات مغايرة لما اتفقنا عليه في العقد، وكذلك تعامل المستشفى سيئ جداً، إذ كنت أنا من أقوم بدور الممرض وإعطاء الأدوية لشقيقي وتنظيفه وتغسيله».
وذكر أنه توجه إلى السفارة السعودية في بكين بعد هذه المعاناة لطلب المساعدة «قال لي القنصل ماجد الشمري إن السفارة لا يمكنها أن تقدم له أي خدمة لأنني حضرت على حسابي الخاص وليس عن طريق وزارة الصحة السعودية، ونصحني بالتوجه إلى سفارة الكويت والتقدم بشكوى ضد المكتب المخل بالعقد».
وأشار إلى أنه طلب من السفارة توفير ممرض مرافق لشقيقه على حسابه الخاص «لكن قابلوا طلبي بالرفض وأكدوا أنهم ليسوا المسؤولين عني وأنني أتحمل مسؤولية ما يحدث لي»، لافتاً إلى أن السفارة الكويتية تفاعلت معه وتم تخصيص حلقة من برنامج في قناة فضائية للحديث عن معاناته، وساعدته في رفع قضية ضد صاحب المكتب الخاص للعلاج بالخارج، مؤكداً أن القضية لا تزال قائمة إلى هذا الوقت.
وتطرق إلى أنه بعد إقامته في الصين 3 أشهر اُبلغ أن السفارة وجهت برقية إلى الخارجية السعودية لتأمين طائرة إخلاء طبي لشقيقه لتعيده إلى الوطن. وتتضمن البرقية التي أرسلتها السفارة السعودية في بكين إلى وزارة الخارجية السعودية بتاريخ 2/12/1428هـ أن ناصر تقدم بالتماس إلى ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز لنقل أخيه الذي أجريت له جراحة زراعة خلايا جذعية في الدماغ عبر طائرة إخلاء طبي. وتذكر السفارة انها «اتصلت بالمستشفى الذي طلب إحضار طائرة إخلاء طبي لأن المريض في حالة غيبوبة تامة ولا يقدر على السفر بالطائرات العادية وأن علاجه انتهى من جانبهم ويجب عودته إلى بلاده لاكمال علاجه في مستشفى متخصص». وتؤكد أن «المريض يستحق المساعدة لأن ظروفه الصحية صعبة جداً». لترد وزارة الخارجية عليها أن ولي العهد وجه المدير العام للخدمات الطبية للقوات المسلحة بإحالة الطلب إلى اللجنة الطبية المختصة.
من جهته، أكد مصدر مطلع في السفارة السعودية في الصين أن السفارة ساعدت ناصر السبيعي كأي مواطن سعودي يحتاج إلى مساعدة ولم تقصر في ذلك، مشيراً إلى أن السفارة تحتفظ بأوراق بخط يد السبيعي يؤكد فيها أن السفارة مستعدة لاعطائه 7 آلاف دولار لتمكينه وشقيقه من العودة إلى السعودية لإكمال العلاج في حال تأخر طائرة الاخلاء الطبي.
وأكد المصدر على أن الأمر السامي بعلاج شقيق ناصر في الصين لم يصل إلى السفارة إلا بعد عودة السبيعي وشقيقه إلى السعودية.