هل أنت حاسد أم محسود أم لاشيء
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم..
من قديم الزمان .. وبالتحديد منذ خلق آدم عليه الزمان والحسد يهجم ويحتل..فالذي نعرفه أن إبليس حسد أبونا آدم وفعل مافعل والقصة مشهورة ومذكورة في كتاب الله الكريم..
إن الحسد مادة غير محسوسة يترجمها الحاسد ليجعلها مادة محسوسة.. فعندما يأتي أحدهم ويقول(أنا أحسدك) فهذا جعل الحسد محسوس ..ونحن بدورنا نتوقى منه مستعينين بالله.. لكن المشكلة أن يأتي الحاسد في ثوب الصديق أو الناصح.. فإبليس أتى أبونا ءادم بمثابة ناصح ونعت نفسه بالناصح أيضا..فجعل الحسد للوهلة الأولى شيئا غير محسوس ..لكن سرعان ماترجم الفعل ليصبح محسوسا.. إن الكثير منا ليضع تمام الثقة في صديقه ..ولنا حق في ذلك أن نضع الثقة..لكن من المفترض أنه حينما نشاهد الحسد يومض ويبرق فلابد لنا أن ننتظر وابلا من الحسد المحسوس..
وللحسد صور وأشكال ..وقبل أن نستطرد لابد أن نذكر التعريف الأشهر للحسد وهو:تمني زوال النعمة عن الآخرين.. فنقول أن أقبح أنواع الحسد هو ذلك النوع الذي يظهر لنا في صورة النصح..فهو ينصحنا لفعل شي أو ترك شي والداعي هو تمني زوال النعمة أو تمني عدم حدوث هذه النعمة في حال عدم وجودها..
أما الصورة الثانية والنوع الثاني فهو أن يكون مستشار وضعت فيه كامل الثقة وظننت أنه أهل للمشورة..لكن لحسده ولؤمه فإنه يشيرك إشارة تخالف الصحة والسبب تمني عدم حدوث هذا الخير أو النعمة لك.
وهذا لايكون إلا من أشخاص قريبين منا وربما يكونون أعز الناس لدينا..أو الأصدقاء الخاصين.
ثم تأتي الأنواع الأخرى من الحسد وهي التي تأتي من القريب والبعيد وهي بمستويات عدة..
فلابد للمسلم أن يحذر من هؤلاء وأن يدعو الله أن يجيره منهم ويتحصن بالأذكار الواردة..
ثم في النهاية لابد لنا أن نذيل مقالنا بتعريف الغبطة وهي تمني النعمة التي عند الأخرين دون تمني زوالها منهم.
وهو أمر فطري..ليس مثل الحسد الذي لايبديه إلا شخص ذو فساد وقلة دين.. والله أعلم.
منقول