توطين أهل الجبل

يسكن مرتفعات جبال جازان التابعة للعارضة( سلا والعبادل وقيس وسحار ) أعداد صغيرة من المواطنين في قرى متناثرة على قمم الجبال وفي مناطق تصل وعورتها وخطورة الطرق الموصلة إليها درجة لا يمكن تخيلها أو حتى وصفها , وقد يكون سكان إحدى القرى بيتا واحدا فقط ومعظم القرى تتكون من بيتين أو ثلاثة أو أربعة متمسكون بالبقاء في أراضيهم وعدم مغادرتها لأسباب عديدة أحدها ضيق ذات اليد وعدم القدرة على استئجار منازل في المحافظات التهامية أو شراء أراضي للبناء فوقها رغم أن أعدادا كبيرة من شبابهم انتقلت للمحافظات التهامية وسكنت هناك واستقرت بعد أن حصلوا على وظائف في التعليم أو العسكرية أو غيرها في جازان و أبوعريش والعارضة وصبيا وبقية المحافظات وأعداد أكبر تسكن خارج المنطقة في معظم مناطق ومحافظات المملكة في مقرات أعمالهم ويأتون في زيارات سنوية لأهاليهم وفي حالات الأفراح والأتراح .
الكهرباء تقريبا واصلة لكل بيت في الجبال وهذا بحد ذاته إنجاز يحمد لشركة الكهرباء ومدارس البنين موجودة في كل مكان هناك لكن المشاكل الكبرى تكمن في الحصول على الماء وإيصاله هناك / وتلك مشكلة أزلية لا يوجد في الأفق حل منظور لها / وتوفير الخدمة الطبية المناسبة خاصة الولادة والحالات المرضية الطارئة والمزمنة ووجود المدارس الثانوية للبنات فأحلام فتياتهم وطموحاتهن تتوقف عند المرحلة الابتدائية في أماكن كبيرة وعند المرحلة المتوسطة في كل الأماكن لسبب واحد لا غير هو صعوبة الطرق ووعورتها بل وخطورتها على سالكيها وحتى على المعدات العاملة هناك المعرضة للسقوط لكبر حجمها وضيق الطرق حيث أنها موطن خطر خصوصا مع وبعد نزول الأمطار وكم منعت الوصول أو العودة لسالكيها بسبب انهيار صخري أو سقوط لصخرة ضخمة وسط الطريق الضيق أو جريان لوادي حيث لا ينتظم عمل المدارس للجنسين هناك لعدم قدرة المعلمين والمعلمات وأغلبهم من المحافظات التهامية الانتظام بشكل يومي والثبات لسنوات في نفس المدرسة ولعد انتظام الطلاب كذلك لنفس الأسباب وأسباب أخرى أهمهما الفقر والعوز .
وتنعدم تقريبا خدمات النظافة حيث تتراكم النفايات وينعكس ذلك على صحة المواطن وجمال الجبال لصعوبة وصول سيارات النظافة وترفض أو تنسحب الشركات المقاولة في مختلف ميادين الخدمة من العمل هناك لنفس السبب.
الفكرة باختصار هي في توفير مدينة سكنية خيرية لقاطني الجبل بعد حصر أعدادهم أسفل الجبل في العارضة مثلا ليسكنوا فيها للوصول لمجموعة نتائج لهم وللمنطقة بشكل عام أهمها توفير كل الخدمات الإنسانية الطبيعة لهم ولأبنائهم وأحفادهم من الجنسين ومنح الفرص الوظيفية والتعليمية الكاملة لشبابهم لكسب المواهب والقدرات لخدمة المنطقة والدين والوطن وتوفير الخدمة الطبية المناسبة للعجزة وكبار السن والمحتاجين للغسيل الكلوي المستمر مع عدم إغفال الجبال ووضع خطة طويلة الأمد لتعبيد طرقها ونظافتها وإنشاء المشاريع السياحية الطموحة من مطلات ومنتزهات وخلافه مواكبة للخطوات التي تسير عليها مدينة جازان الاقتصادية للوصل في نفس الزمن لمنطقة متكاملة من البحر للجبل لاستقبال العصر الجديد بشكل مناسب وصورة مقبولة عالميا .

ناصر علي فلوس

صحيفة جازان الالكترونية .