ذكريات راعي الغنم
كـنـت أرعى بـغـــنـمي بأغلى الأوطاني***متنقلاً بين خبتٍ وجبلٍ وشعابٍ وودياني
واشـتـم زهور الـبـر من سكب وأقحواني***أزهـارُ برٍ عبيرها أطيب من عبير ريحاني
وشـربت أناوغنمي من حقالٍ وغد راني*** ماءها أطيب من ماء البئر والمعطاني
واسـتـظـِلّ نهاراً بـصرحٍ ممرد السيقاني***وأعلاه سمين الظل مـتـشـابك الأغـصـاني
وأبـيـت وحيدا بأرض ما بات بها إنساني***أرض مـا بـات بها غـيـري من الرعياني
وأبـيـتُ أشـدو بمزماري وأردد ألحاني*** وأنظمُ شعريٍ معبرا عن أفراحي وأشجاني
لا يسمـعني من الخلق لا بعيد ولا داني***لأني ممسي بخبت لا يسكنه إنس ولا جاني
أبيت مطمئن الـنـفس لا أخاف إنساني***ولم أخف على غنمي إلا من الذئب سرحاني
وغـطـائي لـيـلا حوك لا يعرف الصباني***مقاسه قصير لا يغطي الرأس مع السيقاني
وفـراشي من الأعـشـاب و الأغـصاني***ونـومي طـول لـيـلي بين النائم وليقضاني
وغـذائي هـو حلـيـب الماعز والضأني***حلـيـب صافي غذاءً مقوي للعقول ولأبداني
عــشـت هنيء البال لا أعرف لأحزاني***وأفرح كثيرا عـنـد لقاء الأحـبـاب والخلاني
ولا زلــت الــيــوم أحـِنٌ لتلك لأزماني*** ولن يمحوها الزمن من الذاكرة والوجداني
أطلبك يا الله يا خالقي يا عاليَ الشأني***تعيد لديرتي مجدها وتجعلها خير الأوطاني