تمادى الشوق بي حتى النهاية ... واكلي ينتهي فمتى البداية
أريد تلذذا والخير غاية .. واكره أن أحال إلى الوقاية
فبطن الحر تمنعه الحماية

أتعلم ما أهم وما أقاسي ... لفرقتي الخضير مع الحياسي
فاشرب من همومي ملأ كاسي ... وكان الكأس للألبان راسي
فصبرا يا معذب في الهواية

أتسأل عن جميل الأكل عندي ... فلا تسأل بهند أو بسند
خمير حلبة في بيت جدي ... مع المحشوش إن وضعت فحدي
من المطعوم فالحلق النهاية

وان جاء الخبيز من الموافي ... مع السمك المبهر باللطاف
أو اللحم الحنيذ فلا أوافي ... أو الريب الذي بالزبد صافي
سأهجم هجمة وهي البداية

إذا ما الدبة الخضراء صارت ... كمثل عجينة والكف غارت
فشهوة بطننا للأكل ثارت ... وقد زفت لـ حالي المرود سارت
فنعم الزوجة العصماء داية

وان سمعت مصاريني تصيح ... وصار الشوق في قلبي صحيح
سأحضر مرستي سمكي المليح ... بياضا كان أو عربي أبيح
كذا التوداف والضيرك مناية

ولا أنسى أذكركم عصيدة ... لها في البيت أوقات سعيدة
ويصعب أن تحيط بها قصيدة ... وسمني حسنة فوق العكيدة
ومالي حيلة إلا الرواية

وحين الصبح يأتي في دياري ... زلابيتي بزيتي فوق ناري
وتمري قهوتي بدأت نهاري ... وامضي ماشيا بين البراري
فأنسى سقم همي في البداية

وشعري جله يشكو قتامي ... وآتي اليوم اشعر في الادام
ملوخية وبامية الكرام ... تحليها اللحوم مع العظام
فترفع في الصحون كمثل راية

قواري إن أتى أو جاء دجري ... فيومي لا كيومي بل وفجري
ورائحة الطبيخ تفوق عطري ... لتنوري بوقت الخفي اجري
واخفي ما بتنوري لغاية

سئمت من التردد للمطاعم ... فهلا واحد منا يلازم
يقول تقدموا هذي العزائم ... ليصبح صاحبا في الجود دائم
ورمز الجود قوم في الجنوبي


كتبها / يحي سير مباركي