أقف مذهولا أمام حافة طريق يتقيأ ضحاياه في سكرة حادث غادر ،
والمكان يملؤه الشحوب والصراخ ، ويغشاه الزحام المتطفل ...
تماما كما تقف حروفي عاجزة عن طرح تساؤلات أجزم أن آلاف الألسن تلوكها صباح مساء ...
هنا في طريق الموت ، حيث المسافة الملغمة بالفناء الصاخب بين (صامطة والدغارير)..
حيث ينتظرك الأجل ذاهبا في أشغالك محملا بهموم عيشك وأتعاب يومك المهدود ..
وما عليك إلا أن تتلظى بين مصيرين اثنين ، فإما أن تسير في الطريق
المرسوم لك بين الخط الأبيض والخط الأصفر، لتكون نهايتك في سيارة متجاوزة آمنت
بالسرعة سر بطولة وعنفوان رجولة ! وإما أن تميل إلى اليمين لتكون خارج الخط الأصفر
فارا بجلدك أن يواريه التراب جزاء لحظة غفلة .. وإذ بك تقع في حفرة من تلك الندوب
التي تعلو جبهة الطريق من أوله لآخره ! فتذهب بعجلات سيارتك إلى الفناء المؤكد ،
وكأن الأمر لا خيار .. فإما أن تكون أنت أو سيارتك ..! حينها قد تكون في كارثة اقتصادية ،
حيث تكون عاجزا عن شراء عجلة جديدة ؟!
موقف عايشه الكثير منا .. ناهيك عن الأرواح الغالية و التي ذهبت أحلامها أدراج الرياح
في مسرح موت سادي ...
والسؤال الذي يقطع نفسه باحثا عن إجابة من مسؤول يتعامى ربما ...
من المسؤول عن هذه المجزرة البشعة ..؟ هل هي بلدية صامطة، أم مواصلات جازان ؟
أم هي مرجلة أصحاب الأراضي القابعة في منتصف الطريق ، والذين يطالبون بتعويضات
مجزلة من الدولة في سبيل سماحهم للشركات المسؤولة باستكمال أعمالها ؟
فإذا كان الأمر كذلك فلنا أن نتذكر المثل الشعبي ( يا ليل ما طولك ) ..
إذ يوم الدولة بسنة كما تقول العامة ..
فهل من حل ننتظره إزاء ذلك ..؟! أم علينا أن نرقب الفجر على إثر دعوة أم ثكلت
ابنها الوحيد بين فكي درب متوحش ؟؟
عندها يطيب لك أن تتفرج ضاحكا على بلية بلد يصبح الموت فيه أم المهازل ..
ولا تستطيع فعل شيء حيال ذلك ، إلا أن تردد مؤمنا من قلبك ( فصبر جميل والله المستعان ) ،،
لتدفع عنك قهر الرجال .. داعيا الله في كل حين : " يا رب سلم سلم "
** كتبه / حسين محمد صميلي