لحظات يا غزة ...
لحظات يقف فيها الإنسان متصنما أمام شاشة ملونة بالأحمر القاني يكاد لا يعي منها شيئا
لهول ما يراه ،، فضلا عن تصديقه ...
لحظات .. يموت بها الكلام في فم مشدوه ذهب به الحدث كل مذهب .. حينها يسقط
الحرف على قارعة الكتابة ، حيث الكتابة احتمالات حريق لا يطاق ،،
لحظات .. لا تبين بها شيئا غير صرخات مبحوحة ، وضراعات قلوب مذبوحة ، وشظايا
من مشاهد يندى لها الجبين الحر ويدمى لها الفؤاد الحي ، إذ لا معتصم هنا أو هناك ..!
لحظات .. والموت شاغر فاه يبحث عن ضحاياه في كل زاوية من غزة ..
إذ لا فرق لديه بين صغير وكبير ، أو رجل وامرأة ، أو حزبي ولا حزبي ،فأهداف العدو
مرسومة ومحترمة أيضا , فهو لا يساوم في أمن رعاياه ، ولذا سيطهر كل شيء يحمل ملامح
إرهابي ربما يرصد طريقة ذات زمن قادم !!
فالسلام مطلب عالمي تكفله أبسط الحقوق الإنسانية ...؟!
لحظات يا غزة .. ربما تهب نسمة رسمية تمحو شيئا من غبار العار المخيم على رؤوس العمائم
وصدور النياشين التليدة ،، فقد تنضج تقارير الفتح قبل أوانه ، فأوراقه حبلى بالنصر الهجين
مذ كانت أعراسه الأولى ..! إنه أشبه بشبح باهت لذكرى مشروع ولد خديجا ثم مات ...!!
لحظات يا غزة .. بانتظار قريش ...
فلا زال الصمت الصاخب يطبخنا مؤدبة ألم ،رافعين العقيرة ليل نهار:
اللطيمة اللطيمة ، اللطيمة اللطيمة ,, لكنما تقفعت خدودنا ولا صدى لقريش ..
فقريش محتلة هي أيضا ومكلومة أيضا ..
إذا لحظات يا غزة ..
بانتظار بطون الحوامل .. فإن كذبت كل شعارات الشجب ، وحروف التقارير المهذبة والموقعة سلفا ..
فلن تكذب أبدا بطون الحوامل في غزة أن تلد أطفال الحجارة .. فالأطفال وحدهم فاتحة الفتح الأكبر ،،،
لحظات يا غزة .. وسيأتون .. وسيأتي النصر
.

** كتبه / حسين محمد صميلي